المنتدى القادرى
أعزاءنا الزوار ,مرحبا بكم، نود ان نلفت إنتباهكم بان تسجيل الدخول بعضوية ضروري لتتمكن من مشاهدة المواضيع الحصرية , فنرغب منكم ان تشاركونا بمشاركاتكم و مواضيعكم !
تفضلوا بالتسجيل
مع تحيات ادارة المنتدى القادرى
المنتدى القادرى
أعزاءنا الزوار ,مرحبا بكم، نود ان نلفت إنتباهكم بان تسجيل الدخول بعضوية ضروري لتتمكن من مشاهدة المواضيع الحصرية , فنرغب منكم ان تشاركونا بمشاركاتكم و مواضيعكم !
تفضلوا بالتسجيل
مع تحيات ادارة المنتدى القادرى
المنتدى القادرى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى القادرى

العقيدة + التصوف + القصص + الثقافةوالادب
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
إن المريد عندما يأتي لسلوك الطريقة ويتتلمذ على يد شيخه فينبغي أن يبدأ بالاستغفار والتوبة إلى الله تعالى فكان لابد على كل من يريد أن يسير إلى الله تعالى أن يصلح ما بينه وبين الله فينبغي أن يتوب إلى الله تعالى ويصلح من حاله مع الله ليبدأ حياة جديدة مع الله بدون ذنوب ولا معاصي فلا يليق بمن يريد أن يقف بين يدي ربه أن يلبس ثياب نجسة أو مسروقة أو مغصوبة بل ينبغي أن يتطهر وكذلك من أراد السير إلى الله ينبغي أن يتطهر من الذنوب والمعاصي والسبيل إلى ذلك كما جاء في أخبار كثيرة ونصوص صحيحة هو الاستغفار والتوبة . ومن هنا اتخذ الصالحون الاستغفار بداية للعهد والبيعة واختاروها بهذه الصيغة أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

 كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 12

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشريف مالك
مشرف
مشرف
الشريف مالك


عدد المساهمات : 31
تاريخ التسجيل : 04/09/2009

كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 12 Empty
مُساهمةموضوع: كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 12   كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 12 I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 02, 2009 12:51 pm

بـسـم الله الـرحـمـن الـرحـيـم
الـحـمـد لله رب الـعـالـمـيـن و الـصـلاة و الـسـلام عـلـى أشـرف الأنـبـيـاء و الـمـرسـلـيـن
ســـيـدنـا و مـولانـا حـبـيـبـنـا و قـرة أعـيـنـنـا مـحـمـد و عـلـى آلــه و صـحـبـه أجـمـعـيـن




المجلس

الـثـانـي عـشــر




و قـال رضـي الله تـعـالـى عـنـه ، يـوم الأحـد بـكـر ة بـالـربـاط ثـانـي ذي الـقـعـدة ســنـة خـمـس و أربـعـيـن و خـمـســمـائـة:


يـا غـلام ، مـا صـحّـت إرادتـك لـلـحـق عـزَّ و جـلَّ ، و لا أنـت مـريـد لـه لأن كـلّ مـن يـدّعـي إرادة الـحـق ، جـلّ و عـلا ، يـطـلـب غـيـره فـقـد بـطـل دعـواه . مـريـدون الـدنـيـا فـيـهـم كـثـرة ، و مـريـدون الآخـرة فـيـهـم قـلـّـة ، و مـريـدون الـحـق عـزَّ و جـلَّ الـصـادقـون فـي إرادة أقـل مـن كـل قـلـيـل . هـم فـي الـقـلـة و الـعـدم كـالـكـبـريـت الأحـمـر . هـم آحـاد أفـراد فـي الـشــذوذ و الـنـدور حـتـى يـوجـد مـنـهـم واحـد . هـم نـزاع الـعـشــائـر . هـم مـعـادن فـي الأرض ، مـلـوك فـيـهـا . هـم شــحـن الـبـلاد و الـعـبـاد ، بـهـم يـدفـع الـبـلاء عـن الـخـلـق ، و بـهـم يـمـطـرون ، و بـهـم يـمـطـر الله الـســمـاء ، و بـهـم تـنـبـت الأرض . فـي بـدايـة أمـرهـم يـفـرّون مـن شــاهـقٍ إلـى شــاهـق ، مـن بـلـدٍ إلـى بـلـد ، مـن خـراب إلـى خـراب . كـلـمـا عـرفـوا فـي مـوضـع تـحـوّلـوا مـنـه ، يـرمـون الـكـل وراء ظـهـورهـم ، و يـســلـّـمـون مـفـاتـيـح الـدنـيـا إلـى أهـلـهـا . لا يـزالـون كـذلـك إلـى أن تـبـنـى الـقـلاع حـوالـيـهـم ، و تـجـري الأنـهـار إلـى قـلـوبـهـم ، و يـحـاط بـهـم جـنـود مـن قـبـل الـحـق عـزَّ و جـلَّ ، كـل مـنـهـم يـنـفـرد إلـيـه بـالـحـراســة فـيـكـرّمـون و يـحـفـظـون و يـولـون عـلـى الـخـلـق . كـل هـذا مـن وراء عـقـولـهـم ، فـحـيـنـئـذ يـصـيـر إقـبـالـهـم عـلـى الـخـلـق فـريـضـة ، يـصـيـرون كـالأطـبـاء و بـقـيـة الـخـلـق مـرضـى.



ويـحـك ، تـدّعـي أنـك مـنـهـم ، ما عـلامـتـهـم عـنـدك ، مـا عـلامـة قـرب الـحـق عـزَّ و جـلَّ و لـطـفـه ؟ فـي أيّ مـنـزلـة أنـت عـنـد الـحـق عـزَّ و جـلَّ ، و فـي أي مـقـام ؟ مـا أســمـك و مـا لـقـبـك فـي الـمـلـكـوت الأعـلـى ؟ عـلام يـغـلـق بـابـك كـل لـيـلـة طـعـامـك و شــرابـك مـبـاح هـو حـلال طـلـق ، تـضـاجـع الـدنـيـا أو الآخـرة أو قـرب الـحـق عـزَّ و جـلَّ ! مَـن أنـيـســك فـي الـوحـدة ، مـن جـلـيـســك فـي الـخـلـوة ؟ يـا كـذاب ، أنـيـســك فـي الـوحـدة نـفـســك و شــيـطـانـك و هـواك و الـتـفـكـر فـي دنـيـاك ، و فـي الـخـلـوة شــيـاطـيـن الإنـس الـذيـن هـم أقـران الـســوء ، و أصـحـاب الـقـيـل و الـقـال . هـذا شــيء لا يـجـيء بـالـهـذيـان و مـجـرّد الـدعـوى . كـلامـك فـي هـذا هـوس لا يـنـفـعـك ، عـلـيـك بـالـســكـون و الـخـمـول بـيـن يـدي الـحـق عـزَّ و جـلَّ ، و تـرك إســاءة الأدب .

إن كـان و لابـدّ مـن الـكـلام فـي هـذا ، فـيـكـون كـلامـك فـيـه عـلـى ســبـيـل الـتـبـرّك بـه ، و الـتـبـرك بـذكـر أهـلـه ، لا أنـك تـدعـيـه بـظـاهـرك مـع خـلـوّ قـلـبـك مـنـه . كـلّ ظـاهـر لا يـوافـقـه الـبـاطـن فـهـو هـذيـان ، أمـا ســمـعـت قـول الـنـبـي صـلـى الله عـلـيـه و ســلـم : ( مـا صـام مَـن ظـَـلَّ يـأكـل لـحـوم الـنـاس ) . و قـد بـيّـن صـلـى الله عـلـيـه و ســلـم أن لـيـس الـصـيـام تـرك الـطـعـام و الـشــراب و الـمـفـطـرات فـحـســب ، بـل حـتـى يـضـاف إلـيـه تـرك الآثـام . احـذروا مـن الـغـيـبـة ، فـإنـهـا تـأكـل الـحـســنـات كـمـا تـأكـل الـنـار الـحـطـب . مـا تـعـوّدهـا مَـن أفـلـح قـطّ ، و مَـن عـرف بـهـا قـلـّـت حـرمـتـه عـنـد الـنـاس . و احـذروا مـن الـنـظـر بـشــهـوة ، فـإنـه يـزرع الـمـعـصـيـة فـي قـلـوبـكـم ، و عـاقـبـتـه غـيـر مـحـمـودة فـي الـدنـيـا و الآخـرة . و احـذروا مـ، الـيـمـيـن الـكـاذبـة ، فـإنـهـا تـتـرك الـديـار بـلاقـع ، تـذهـب بـركـة الأمـوال و الأديـان .

ويـحـك ، تـنـفـق مـالـك بـالـيـمـيـن الـكـاذبـة و تـخـســر ديـنـك . لـو كـان لـك عـقـل لـعـلـمـت أن هـذه هـي الـخـســارة بـعـيـنـهـا . تـقـول : و الله عـزَّ و جـلَّ مـا فـي هـذه الـبـلـدة مـثـل هـذا الـمـتـاع و لا عـنـد أحـد مـثـلـه ، و الله إنـه يـســوى كـذا و كـذا ، و إنـه عـلـيّ بـكـذا و كـذا ، و أنـت كـاذب فـي كـل مـا قـلـتـه ، ثـم تـشــهـد بـالـزور ، و تـحـلـف بـالله عـزَّ و جـلَّ أنـك صـادق ، عـن قـريـب يـجـيـئـك الـعـمـى و الـزمـن . تـأدّبـوا رحـمـكـم الله تـعـالـى بـيـن يـدي الـحـق عـزَّ و جـلَّ . مَـن لـم يـتـأدب بـآداب الـشــرع أدّبـتـه الـنـار يـوم الـقـيـامـة . ســألـه ســائـل فـقـال : مـن فـيـه هـذه الـخـمـس خـصـال أو بـعـضـهـا نـحـكـم بـبـطـلان صـومـه و وضـوئـه ؟ فـقـال : صـومـه و وضـوئـه لا يـبـطـل ، و لـكـن هـذا جـاء عـلـى ســبـيـل الـوعـظ و الـتـحـذيـر و الـتـخـويـف.


يـا غـلام ، لـعـلّ غـداً يـأتـي و أنـت مـفـقـود مـن ظـهـر الأرض ، مـوجـود فـي الـقـبـر ، أو لـعـل هـذا يـكـون ســاعـة أخـرى ، ايـش هـذه الـغـفـلـة ، مـا أقـســى قـلـوبـكـم ! صـخـور أنـتـم ، أقـول لـكـم و غـيـري يـقـول لـكـم و أنـتـم عـلـى حـالـة واحـدة . الـقـرآن يـتـلـى عـلـيـكـم و أخـبـار الـرســول و سِـيَـر الأولـيـن تـقـرأ عـلـيـكـم و أنـتـم لا تـعـتـبـرون و لا تـتـجـنـّبـون ، و لا تـتـغـيـر أعـمـالـكـم . كـلّ مـن يـحـضـر بـبـقـعـة فـيـهـا وعـظ ، لـم يـتـعـظ ، فـهـو فـي خـيـر الـبـقـاع ، و هـو شــرّ الأهـل .

يـا غـلام ، اســتـهـانـتـك بـأولـيـاء الله عـزَّ و جـلَّ مـن قـلـّـة مـعـرفـتـك بـالله عـزَّ و جـلَّ . تـقـول هـؤلاء مـتـهـمـون ، لـم لا يـتـعـيـشــون مـعـنـا ، لـم لا يـقـعـدون مـعـنـا ؟ تـقـول هـذا لـجـهـلـك بـنـفـســك . لـمـا قـلـّـت مـعـرفـتـك بـنـفـســك . لـمـا قـلـّـت مـعـرفـتـك بـنـفـســك ، قـلـَّـت مـعـرفـتـك بـأقـدار الـنـاس . عـلـى قـدر قـلـّـة مـعـرفـتـك بـالـدنـيـا و عـاقـبـتـهـا تـجـهـل قـدر الآخـرة ، و عـلـى قـدر قـلـّـة مـعـرفـتـك بـالآخـرة تـجـهـل الـحـق عـزَّ و جـلَّ . يـا مـشــتـغـلاً بـالـدنـيـا عـن قـريـب الـخـســران ، و الـنـدامـات عـنـدك ظـاهـرة عـلـيـك فـي الـدنـيـا و الآخـرة ، تـظـهـر نـدامـاتـك يـوم الـقـيـامـة ، يـوم الـتـغـابـن ، يـوم الـفـضـيـحـة ، يـوم الـنـدامـات و الـخـســران .

حـاســب نـفـســك قـبـل مـجـيء الآخـرة ، و لا تـغـتـر بـحـلـم الله عـزَّ و جـلَّ عـنـك ، و كـرمـه عـلـيـك . أنـت قـائـم عـلـى أســوأ الأحـوال مـن الـمـعـاصـي و الـزلات و ظـلـم الـناس . الـمـعـاصـي بـريـد الـكـفـر ، كـمـا أن الـحـمـى بـريـد الـمـوت . عـلـيـك بـالـتـوبـة قـبـل الـمـوت ، قـبـل مـجـيء الـمـلـك الـمـوكـل بـأخـذ الأرواح.


يـا شــبـاب ، تـوبـوا ، أمـا تـرون الـحـق عـزَّ و جـلَّ يـبـتـلـيـكـم بـالـبـلاء حـتـى تـتـوبـوا و أنـتـم لا تـعـقـلـون ، و تـصـرّون عـلـى مـعـاصـيـه . مـا يـبـتـلـى أحـد فـي هـذا الـزمـان إلا آحـاد أفـراد . الـكـذب نـقـمـة لا نـعـمـة ، عـقـوبـة لـلـذنـوب لا زيـادة فـي الـدرجـات و الـكـرامـات . الـقـوم يـبـتـلـون لـتـرفـع درجـاتـهـم عـنـد مـلـكـهـم ، يـصـبـرون مـعـه لأنـهـم يـريـدون وجـهـه إذا تـمّ لـهـم هـذا فـقـد تـمّ لـهـم الـمـلـك ، و إذا لـم يـتـمّ لـهـم هـذا اعـتـقـدوا أنـهـم فـي هـلـك . الـلـهــم لا هـلـك ، نـســألـك الـقـرب مـنـك ، و الـنظـر إلـيـك فـي الـدنـيـا و الآخـرة ، فـي الـدنـيـا بـقـلـوبـنـا ، و فـي الآخـرة بـأعـيـنـنـا .

يـا قـوم ، لا تـيـأســوا مـن روح الله عـزَّ و جـلَّ و فـرجـه فـإنـه قـريـب . لا تـيـأس فـإن الـصـانـع الله لا تـدري لـعـل الله يـحـدث بـعـد ذلـك أمـراً . لا تـهـرب مـن الـبـلاء فـإن الـبـلاء مـع الـصـبـر أســاس لـكـلّ خـيـر . أســاس الـنـبـوّة و الـرســالـة و الـولايـة و الـمـعـرفـة و الـمـحـبـة ، الـبـلاء . فـإذا لـم تـصـبـر عـلـى الـبـلاء ، فـلا أســاس لـك . لا بـقـاء لـبـنـاء إلا بـأسـاس ، أرأيـت بـيـتـاً ثـابـتـاً عـلـى مـزبـلـة ربـوة ! إنـمـا تـفـرّ مـن الـبـلاء و الآفـات لـكـونـك لا حـاجـة لـك فـي الـولايـة و الـمـعـرفـة و الـقـرب مـن الله عـزَّ و جـلَّ . اصـبـرْ و اعـمـلْ حـتـى تـسـري بـقـلـبـك و سـرّك و روحـك إلـى بـاب الـقـرب مـن ربـك عـزَّ و جـلَّ . الـعـلـمـاء و الأولـيـاء و الأبـدال ورّاث الأنـبـيـاء . الأنـبـيـاء الـســمـاســرة و هـؤلاء الـمـنـادون بـيـن أيـديـهـم .

الـمـؤمـن لا يـخـاف غـيـر الله عـزَّ و جـلَّ ، و لا يـرجـو غـيـره . قـد أعـطـي الـقـوّة فـي قـلـبـه و ســرّه . كـيـف لا تـكـون قـلـوب الـمـؤمـنـيـن قـويـة بـالله عـزَّ و جـلَّ و قـد أســري بـهـا إلـيـه ! لا تـزال عـنـده الـقـلـوب ، عـنـده و الـقـالـب فـي الأرض . قـال الله تـعـالـى : (( و إنـَّـهـُـمْ عِـنـْـدَنـا لـَمِـنَ الـمُـصْـطـَـفِـيْـنَ الأخـْـيَـارِ )) يـصـطـفـون عـلـى أهـالـيـهـم ، و أهـل زمـانـهـم . تـتـمـيـز مـعـانـيـهـم ، و تـتـنـوّر مـبـانـيـهـم ، و لـهـذا فـارقـوا الـخـلـق و زهـدوا فـي الـمـألـوفـات . ســاروا إلـى قـدّام و نـبـت الـعـشــب و راءهـم ، مـا بـقـي لـهـم رجـوع . اســتـأنـســوا بـالـوحـدة ، اخـتـاروا الـخـراب و ســواحـل الـبـحـار ، و الـبـراري و الـقـفـار ، لا الـعـمـران ، يـأكـلـون مـن بـقـول الـصـحـاري ، و يـشــربـون مـن غـدرانـهـا ، يـصـيـرون كـالـوحـوش . هـنـالـك يـقـرّب قـلـوبـهـم و يـؤنـســهـا بـه ، تـوقـف مـبـانـيـهـم مـع مـبـانـي الـمـرســلـيـن و الـصـديـقـيـن و الـشــهـداء ، و يـوقـف مـعـانـيـهـم مـعـه لا يـزالـون وقـوفـاً فـي الـخـدمـة لـيـلـهـم و نـهـارهـم ، خـلـوة و راحـة الـمـشــتـاقـيـن و طـيـبـة الـمـســتـأنـســيـن بـالله عـزَّ و جـلَّ .

يـا غـلام ، لابـدّ مـن الـحـلاوة و الـمـرارة ، و الـصـلاح و الـفـســاد ، و الـكـدر و الـصـفـاء ، فـإن أردت الـصـفـاء الـكـلـيّ فـفـارق بـقـلـبـك الـخـلـق و واصـلـه بـالـحـق عـزَّ و جـلَّ . فـارق الـدنـيـا و دع أهـلـك و ســلـّـمـهـم إلـى ربـك عـزَّ و جـلَّ ، و أخـرج قـلـبـك عـريـانـاً عـن الـكـل ، و اقـرب مـن بـاب الآخـرة ، ثـم ادخـلـهـا ، فـإن لـم تـجـد ربّـك عـزَّ و جـلَّ فـيـهـا ، فـاخـرج مـنـهـا هـاربـاً طـالـبـاً لـلـقـرب مـنـه . إذا وجـدتـه وجـدت كـل الـصـفـاء عـنـده . مـا يـفـعـل الـمـحـب لله عـزَّ و جـلَّ بـغـيـره ! الـجـنـة دار طـالـبـي الـدرجـات ، دار الـتـجـار ، بـاعـوا الـدنـيـا بـهـا . و لـهـذا قـال الله عـزَّ و جـلَّ : (( و فِـيـهـا مـا تـَـشـْـتـَـهـِـيـهِ الأنـْـفـُـسُ وَ تـَـلـَـدُّ الأعْـيُـنُ )) مـا ذكـر الـقـلـب ، مـا ذكـر الـسـتر ، مـا ذكـر الـمـعـنـى ! الـجـنـة لـلـصـوّام الـقـوّام الـتـاركـيـن الـزاهـديـن فـي الـشــهـوات و الـلـذات ، بـاعـوا صـومـاً بـصـوم ، بـســتـانـاً بـبـســتـان ، داراً بـدار . أريـد مـنـكـم أعـمـالاً بـلا كـلام .

الـعـارف الـعـامـل لـوجـه الله عـزَّ و جـلَّ سـنـْـدان يُـدقّ عـلـيـه و هـو لا يـنـطـق ، أرض يـمـشــى عـلـيـه و تـغـيّـر و تـبـدّل و هـو أخـرس . الـقـوم لا يـبـصـرون غـيـر الله عـزَّ و جـلَّ ، لا يـســمـعـون مـن غـيـره ، لـهـم جـنـان بـلا لـســان هـم فـانـون عـنـهـم و عـن غـيـرهـم ، لا يـزالـون كـذلـك ، و إذا شــاء الله أنـشــرهـم جـعـل الـجـنـان لـســانـاً كـأنـهـم مـبـنـّجـون يـأخـذهـم الـمـلـك إلـيـه بـيـد رأفـتـه و رحـمـتـه ، يـصـوغـهـم لـه و يـنـشــئـهـم لـه لا لـغـيـره ، يـصـنـعـهـم لـنـفـســه كـمـا صـنـع مـوســى عـلـيـه الـســلام حـيـث قـال لـه : (( و اصْـطـَنـَـعْـتـُـكَ لِـنـَـفـْـسِــي )) لـيـس كـمـثـلـه شــيء و هـو الـســمـيـع الـبـصـيـر جـعـل راحـة بـلا تـعـب ، أنـســاً بـلا وحـشــة ، نـعـمـة بـلا نـقـمـة ، فـرحـة بـلا بـغـضـة ، حـلاوة بـلا مـرارة ، مـلـكـاً بـلا هـلـك . هـنـالـك الـولايـة لله الـحـق . مـن وصـل إلـى هـذه الـحـالـة تـعـجّـلـت لـه الـراحـة . و أمـا مـع مـا أنـت عـلـيـه لا تـجـد راحـة فـي الـدنـيـا لأنـهـا دار الـكـدر، دار الآفـات .

لابـد لـك مـن الـخـروج مـنـهـا ، فـعـلـيـك بـإخـراجـهـا مـن قـلـبـك و مـن يـدك ، فـإن لـم تـقـدر فـاتـركـهـا فـي يـدك و أخـرجـهـا مـن قـلـبـك ، فـإذا قـويـت فـأخـرجـهـا مـن يـدك و أعـطـهـا لـلـفـقـراء و الـمـســاكـيـن عـيـال الـحـق عـزَّ و جـلَّ ، و مـع ذلـك مـالـك مـنـهـا لا يـفـوتـك ، لابـد مـن إتـيـانـه ســواء أكـنـت غـنـيـاً أو فـقـيـراً ، زاهـداً أو راغـبـاً . الـدائـرة عـلـى صـحـة قـلـبـك و ســرّك و صـفـاتـهـمـا . إنـهـمـا يـصـفـوان بـتـعـلـّـم الـعـلـم ، و الـعـمـل بـه ، و الإخـلاص فـي الـعـمـل ، و الـصـدق فـي طـلـب الـحـق عـزَّ و جـلَّ.


يـا غـلام ، أمـا ســمـعـت ، تـفـقــّه بـالـفـقـه الـظـاهـر ثـم اعـتـزل إلـى الـفـقـه الـبـاطـن . اعـمـل بـهـذا الـظـاهـر حـتـى يـقـرّبـك الـعـمـل إلـى عـلـم لـم تـكـن تـفـعـلـه . هـذا الـعـلـم الـظـاهـر ضـيـاء الـظـاهـر ، و الـبـاطـن ضـيـاء الـبـاطـن . هـو ضـيـاء بـيـنـك و بـيـن ربـك عـزَّ و جـلَّ . كـلـمـا عـمـلـت بـعـلـمـك قـرّبـت طـريـقـك إلـى الـحـق عـزَّ و جـلَّ ، و اتـســع الـبـاب بـيـنـك و بـيـنـه ، و رفـع مـصـراع الـبـاب الـذي يـخـصّـك . ربـنـا آتـنـا فـي الـدنـيـا حـســنـة و فـي الآخـرة حـســنـة و قـنـا عـذاب الـنـار .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 12
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى القادرى :: القسم الثافى والادبى :: المنتدى الادبى :: الكتب-
انتقل الى: