المنتدى القادرى
أعزاءنا الزوار ,مرحبا بكم، نود ان نلفت إنتباهكم بان تسجيل الدخول بعضوية ضروري لتتمكن من مشاهدة المواضيع الحصرية , فنرغب منكم ان تشاركونا بمشاركاتكم و مواضيعكم !
تفضلوا بالتسجيل
مع تحيات ادارة المنتدى القادرى
المنتدى القادرى
أعزاءنا الزوار ,مرحبا بكم، نود ان نلفت إنتباهكم بان تسجيل الدخول بعضوية ضروري لتتمكن من مشاهدة المواضيع الحصرية , فنرغب منكم ان تشاركونا بمشاركاتكم و مواضيعكم !
تفضلوا بالتسجيل
مع تحيات ادارة المنتدى القادرى
المنتدى القادرى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى القادرى

العقيدة + التصوف + القصص + الثقافةوالادب
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
إن المريد عندما يأتي لسلوك الطريقة ويتتلمذ على يد شيخه فينبغي أن يبدأ بالاستغفار والتوبة إلى الله تعالى فكان لابد على كل من يريد أن يسير إلى الله تعالى أن يصلح ما بينه وبين الله فينبغي أن يتوب إلى الله تعالى ويصلح من حاله مع الله ليبدأ حياة جديدة مع الله بدون ذنوب ولا معاصي فلا يليق بمن يريد أن يقف بين يدي ربه أن يلبس ثياب نجسة أو مسروقة أو مغصوبة بل ينبغي أن يتطهر وكذلك من أراد السير إلى الله ينبغي أن يتطهر من الذنوب والمعاصي والسبيل إلى ذلك كما جاء في أخبار كثيرة ونصوص صحيحة هو الاستغفار والتوبة . ومن هنا اتخذ الصالحون الاستغفار بداية للعهد والبيعة واختاروها بهذه الصيغة أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

 كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 22

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشريف مالك
مشرف
مشرف
الشريف مالك


عدد المساهمات : 31
تاريخ التسجيل : 04/09/2009

كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 22 Empty
مُساهمةموضوع: كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 22   كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 22 I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 02, 2009 1:11 am

بـسـم الله الـرحـمـن الـرحـيـم
الـحـمـد لله رب الـعـالـمـيـن و الـصـلاة و الـسـلام عـلـى أشـرف الأنـبـيـاء و الـمـرسـلـيـن
ســـيـدنـا و مـولانـا حـبـيـبـنـا و قـرة أعـيـنـنـا مـحـمـد و عـلـى آلــه و صـحـبـه أجـمـعـيـن




المجلس

الثانى و العشرون




وقال رضى الله تعالى عنه بكرة بالرباط سلخ ذى القعدة سنة خمس وأربعين وخمسمائة بعد كلام:

سأل سائل : كيف أخرج حب الدنيا من قلبى؟ فقال: انظر إلى تقلبها بأربابها وأبنائها، كيف تحتال عليهم وتتلهى بهم، وتعدّيهم خلفها، ثم ترقـّيهم من درجة إلى درجة حتى تعليهم على الخلق وتمكنهم من رقابهم، وتظهر كنوزها وعجائبها. فبينما هم فرحون بعلوهم وتمكنهم وطيبة عيشهم وخدمتها لهم، إذا أخذتهم وقيدتهم وغرتهم وأرمت بهم من ذلك العلو على رؤسهم فتقطعوا وتمزقوا وأهلكوا، وهى واقفة تضحك بهم، وإبليس إلى جنبها يضحك معها. هذا فعلها بكثير من السلاطين والملوك والأغنياء من لدن آدم عليه السلام إلى يوم القيامة. بذلك ترفع ثم تضع، تقدم ثم تؤخر، تغنى ثم تفقر، تدنى ثم تذبح، والنادر منهم من يسلم منها ويغلبها ولا تغلبه، ويعان عليها ويسلم من شرها، وهم آحاد أفراد إنما يسلم من شرها من عرفها واشتد حذره منها ومن حيلها. يا سائل إن نظرت بعيني قلبك إلى عيوبها قدرت على إخراجها منه، وإن نظرت إليها بعيني رأسك اشتغلت بزينتها عن عيوبها ولم تقدر على إخراجها من قلبك والزهد فيها، وتقتلك كما قتلت غيرك.


جاهد نفسك حتى تطمئن، فإذا اطمأنت عرفت عيوب الدنيا، و زهدت فيها. طمأنينتها أنها تقبل من القلب وتوافق السر وتطيعهما فيما يأمران به وينتهيان عنه، وتقنع بعطائهما وتصير على منعهما. إذا صارت مطمئنة انضافت إلى القلب وسكنت إليه، ترى تاج التقوى على رأسه وخلع القرب عليه. عليكم بالإيمان والتصديق، وترك التكذيب للقوم والمجادلة لهم. لا تنازعوهم فإنهم ملوك فى الدنيا والآخرة ملكوا قرب الحق عز وجل فملكوا ما سواه. الحق عز وجل قد أغنى قلوبهم وملأها من قربه والأنس به ومن أنواره وكرامته. لا يبالون بيد مَن تكون الدنيا، ومن يأكلها. لا ينظرون إلى أولها، ينظرون إلى عاقبتها وفنائها. يجعلون الحق عز وجل نصب عيون أسرارهم لا يعبدون خوفا من الهلك ولا رجاء للملك، خلقهم له ولدوام صحبته ويخلق ما لا تعلمون، هو فعال لما يريد. المنافق إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان. من برئ من هذه الخصال التى ذكرها النبى صلى الله تعالى عليه وسلم فقد برئ من النفاق.



هذه الخصال هى المحك والفرق بين المؤمن والمنافق، خذ هذا المحك وهذه المرآة وأبصر بها وجه قلبك. انظر هل أنت مؤمن أو منافق، موحد أو مشرك. كل الدنيا فتنة ومشغلة إلا ما أخذ بنية صالحة للآخرة. إذا صلحت النية فى التصرف فى الدنيا صارت آخرة. كل نعمة تخلو من الشكر للحق عز وجل. قيدوا نعم الحق عز وجل بشكره. الشكر للحق عز وجل بشكره. الشكر للحق عز وجل شيئان : الأول: الاستعانة بالنعم على الطاعات، والمواساة للفقراء منها. والثانى : الاعتراف بها للمنعم بها، والشكر لمنزلها وهو الحق عز وجل. عن بعضهم رحمة الله عليه أنه قال: كل ما يشغلك عن الله عز وجل فهو عليك مشئوم. إن شغلك ذكره عنه فهو عليك مشئوم. الصلاة والصوم والحج وجميع أفعال الخير فكل ذلك عليك مشئوم. إذا شغلتك نعمه عنه فهى عليك مشئومة. قابلت نعمته بمعاصيه، والرجوع فى المهمات إلى غيره. قد تمكن الكذب والنفاق فى حركاتك وسكناتك وصورتك ومعناك، فى ليلك ونهارك. قد احتال عليك الشيطان وزين لك الكذب والأعمال القبيحة، تكذب حتى فى صلاتك لأنك تقول الله أكبر، وتكذب لأن فى قلبك إلـهـاً غيره. كل ما تعتمد عليه فهو إلهك، كل شئ تخاف منه وترجوه فهو إلهك. قلبك لا يوافق لسانك، فعلك لا يوافق قولك. قل الله أكبر ألف مرة بقلبك ومرة بلسانك. ما تستحى أن تقول لا إله إلا الله، ولك الف معبود غيره. تب إلى الله عز وجل من جميع ما أنت فيه. وأنت يا من يعلم العلم، وقد قنع منه بالاسم دون العمل، إيش ينفعك إذا قلت أنا عالم، فقد كذبت. كيف ترضى لنفسك أنك تأمر غيرك بما لا تعمله أنت. قال الله عز وجل: ( لم تقولون مالا تفعلون ).



ويـحـك ، تأمر الناس بالصدق وأنت تكذب، تأمرهم بالتوحيد وأنت مشرك، تأمرهم بالإخلاص وأنت مراء منافق، تأمرهم بترك المعاصى وأنت ترتكبها، قد ارتفع الحياء من عينيك، لو كان لك إيمان لا ستحيت. قال النبى صلى الله تعالى عليه وسلم: " الحياء من الإيمان ". لا إيمان لك، ولا إيقان لك، ولا أمانة. خنت العلم فذهبت أمانتك، وكتبت عند الله عز وجل خواناً، لا أعرف لك دواء إلا التوبة والثبات عليها. من صح إيمانه بالله عز وجل وبقدره سلم كل أموره إليه، ولم يجعل له شريكا فيها. لا تشكر بالخلق والأسباب وتتقيد بها عنه، فإذا تحقق فى هذا، سلمه من الآفات فى جميع أحواله، ثم ينتقل من الإيمان إلى إيقان، ثم تأتيه الولاية البدلية، ثم الغيبية، وربما أتت فى آخر أحواله القطبية. يباهى به الحق عز وجل عند كل خلقه، الجن والإنس والملك والأرواح يقدمه ويقربه ويوليه على خلقه ويملكه ويمكنه ويحبه ويحببه إلى خلقه، وكل هذا أساسه وبدايته الإيمان به وبرسله، وتصديق بهما. أساس هذا الأمر، الإسلام ثم الإيمان ثم العمل بكتاب الله عز وجل وشريعة رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم، ثم الإخلاص فى العمل مع توحيد القلب عند كمال الإيمان.




المؤمن يفنى عنه، وعن عمله، وعن كل ما سوى الحق عز وجل، فيعمل الأعمال وهو فى معزل عنها. ما زال يجاهد نفسه والخلق كلهم فى جنب الحق عز وجل حتى هداه إلى سبيله. قال الله عز وجل: ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ). كونوا زاهدين فى الأشياء وقد رضيتم بتدبيره، يقلبهم فى يد قدره، فإذا وافقوه نقلهم إلى قدرته. يا طوبى لمن وافق القدر وانتظر فعل المقدر، وعمل بالقدر وسار مع القدر ولم يكفر نعمة الأقدار وآية نعمة المقدر رحمته، القرب منه والغنى به عن كل خلقه. إذا وصل قلب العبد إلى ربه عز وجل أغناه به عن الخلق، يقربه ويمكنه ويملكه. ويقول له: ( إنك اليوم لدينا مكين أمين ). يستخلفه فى ملكه كما استخلف صاحب مصر يوسف عليه السلام، وفوض إليه أمر ملكه وحواشيه وتدبير ملكه وأسبابه، وجعله أمينا على خزائنه. هكذا القلب إذا صح وظهرت نجابته وطهارته عما سوى مولاه عز وجل، مكّنه من قلوب عباده.

ومن مملكته دنياه وأخراه فيصير كعبة المريدين القصادين. الطريق إلى هذا، العلم والعمل بالعلم الظاهر. لا تتعود البطالة والكسل عن طاعة الحق عز وجل، فإنه يبتليك عقوبة. عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا قصر العبد فى العمل ابتلاه الله عز وجل بالهمّ ". يبتليه بهمّ ما لم يقسم له، وهمّ العيال، وأذية الأهل، ونقصان الربح فى المعيشة، وعصيان الولد له، ومنا فرة الزوجة، وأينما توجه يعثر كل ذلك عقوبة لتقصيره فى طاعة ربه عز وجل، واشتغاله عنه بالدنيا والخلق. قال الله تعالى: ( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم ). ولا يجوز لأحد أن يحتج عليه بقضائه وقدره، له التصرف والحكم. ( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ).



ويـحـك ، إلى متى تشتغل بنفسك وأهلك عن الحق عز وجل !!. عن بعضهم رحمة الله عليه أنه قال: " إذا تعلم ولدك لقط النوى فأعرض عنه واشتغل بنفسك مع ربك عز وجل ". أراد به أنه إذا علم أن النوى يصلح لشئ وأن له ثمناً، فقد تعلم يكدّ لنفسه، فلا تضيع زمانك فى الكدّ عليه، فإنه استغنى عنك. علم أولادك الصنائع، وتفرغ لعبادة الله عز وجل، فإن الأهل والولد لا يغنون عنك من الله شيئا. ألزم نفسك، وأهلك وولدك، القناعة بما لابدّ لك عنه، وتفرغ أنت وهم لطاعة مولاكم عز وجل، فإن كان لكم فى الغيب سعة الرزق، فهى تأتى فى وقتها المقدر عند الله ،تراها من الحق عز وجل، وتتخلص من الشرك بالخلق. وإن لم يكن لك عند القدر ذلك فعندك غنى عن جميع الأشياء بزهدك وقناعتك.



المؤمن القانع إذا احتاج إلى شئ من الدنيا دخل على ربه عز وجل بأقدام سؤاله، وتضرعه وذله وتوبته، فإن أعطاه الذى يريد، شكره على عطائه، وإن لم يعطه، وافقه فى المنع وصبر معه على إرادته من غير اعتراض ولا منازعة. لا يطلب الغنى بدينه وبريائه ونفاقه وتنمّسه، كما تفعل أنت يا منافق. الرياء والنفاق والمعاصى سبب الفقر والذل والطرد من باب الحق عز وجل. المرائى المنافق يأخذ الدنيا بدينه تزيِّيه بزيّ الصالحين من غير أهلية فيه، يتكلم بكلامهم ويتلبّس بثيابهم، ولا يعمل مثل عملهم. يدّعى النسب إليهم وليس هو من نسبهم. قولك لا إله إلا الله دعوى وتوكلك عليه وثقتك به وإعراض قلبك عن غيره بيّنة. يا كذابين اصدقوا، يا هاربين من مولاهم ارجعوا، اقصدوا بقلوبكم باب الحق عز وجل وصالحوه واعتذروا إليه. فى حالة الإيمان تأخذ من الدنيا بمباح الشرع، وفى حالة الولاية تأخذ بيد أمر الله عز وجل مع شهادتهما له، يعنى مع شهادة الكتاب والسنة، وفى حالة البدليّة والقطبيّة تأخذ بفعل الله عز وجل تفوّض الأشياء إليه.



يـا غــلام ، ما تستحي، إبك على نفسك، فإنك قد حرمتا لصواب والتوفيق. ما تستحى تكون اليوم طائعا وغداً عاصيا، اليوم مخلصا وغداً مشركاً !! عن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، أنه قال: " من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان أمسه خيراً من يومه فهو محروم ".


يـا غــلام ، بك لا يجئ شئ ولابدّ منك، اجتهد والمعونة من ربك عز وجل، تحرك فى هذا البحر الذى أنت فيه، والأمواج ترفعك وتقلبك إلى الساحل. الدعاء منك والإجابة منه. الاجتهاد منك والتوفيق منه. الترك منك والحمية منه. اصدق فى طلبك وقد أراك باب قربه، تريد رحمته ممتدة إليك ولطفه وكرمه ومحبته مشتاقين لك. وهذا هو غاية مطلوب القوم. إيش أعمل بكم يا عبيد النفوس والطباع والأهوية والشياطين !! ما عندى إلا حقٍّ فى حقّ، لبّ فى لبّ، صفاء فى صفاء، قطع ووصل، قطع ما سوى الله عز وجل ووصل به.

لا أقبل من هوسكم، يا منافقون يا مدَّعون يا كذابون، لا أستحى من وجوهكم. كيف أستحى منكم وأنتم ما تستحيون من ربكم عز وجل، وتتواقحون عليه وتستهينون بنظره وملائكته الموكلين بكم، عندى صدق أقطع به رأس كل كافر ومنافق كذاب لا يتوب ويرجع إلى ربه عز وجل بأقدام توبته واعتذاره. عن بعضهم رحمة الله عليه أنه قال: " الصدق سيف الله عز وجل فى أرضه، ما وضع على شئ إلا قطعه ". اقبلوا منى فإنى ناصح لكم، أريدكم لكم. أنا ميت عنكم، وحيّ بالحق عز وجل. من صدقنى فى الصحبة انتفع وأفلح، ومن كذبنى وكذب فى صحبتى حرم وعوقب عاجلاً وآجلا. من جملة أسباب معرفته ترك المنازعة له، والاعتراض عليه، والرضا بتدبيره، ولهذا قال مالك بن دينار لبعض مريديه: " إن أردت معرفة الله عز وجل فرضَ بتدبيره وتقديره، ولا تجعل نفسك وهواك وطبعك وإرادتك شركاء له فيهما ". يا أصحّاء الأجساد، يا متفرغين من الأعمال، إيش يفوّتكم من ربكم عز وجل، لو اطلعت قلوبكم على ذلك لتحسّرتم وندمتم انتبهوا.


يـا قــوم ، أنتم عن قريبٍ موتى، ابكوا على أنفسكم قبل أن يُبكى عليكم. لكم ذنوب مزدحمة على عاقبة مبهمة، قلوبكم مرضى بحب الدنيا والحرص عليها، داووها بالزهد والترك والإقبال على الحق عز وجل. سلامة الدين رأس المال، والأعمال الصالحة هى الأرباح. اتركوا الطلب لما يطغيكم، واقنعوا بما يكفيكم. العاقل لا يفرح بشئ حلاله حساب وحرامه عقاب. أكثركم قد نسوا العقاب والحساب.


يـا غــلام ، إذا حضر بين يديك شئ من الدنيا ورأيت قلبك يشمئز منه، فاتركه. ولكن لا قلب لك، كلك نفس وطبع وهوى. أصحب أرباب القلوب حتى يصيرلك قلب، لابدّ لك من شيخ حكيم عامل بحكم الله عز وجل يهذبك ويعلمك وينصحك، يا من باع كل شيء بلا شيء، واشترى لا شيء بكل شيء، قد اشتريت الدنيا بالآخرة، وبعت الآخرة بالدنيا. أنت هوس فى هوس، عدم فى عدم، جهل فى جهل، تأكل كما تأكل الأنعام من غير تفتيش ولا احتساب ولا سؤال، من غير نية، من غير أمر، من غير فعل. المؤمن يأكل مباح الشرع، والولى يؤمر بالأكل وينهى عنه من حيث قلبه، والبدل لا يهتم بشئ بل يفعل فيه الأشياء وهو فى غيبته مع ربه عز وجل وفنائه فيه، فالولى قائم مع الأمر، والبدل مسلوب الاختيار، وكل ذلك مع الحفظ حدود الشرع الفانى عنه وعن الخلق، يحفظ حدود الشرع ثم يستصرخ فى بحر القدرة، فأمواجه ترفعه تارة وتخفضه أخرى، وتقلبه على الساحل تارة وتوقعه فى وسط اللجة أخرى. يصير كأصحاب الكهف الذين قال الله عز وجل فى حقهم: ( ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال ). ما كان لهم عقل ولا تدبير، ولا حس، كانوا فى بيت اللطف والقرب مغمضين الأعين ظاهرا وباطنا. فهكذا هذا المقرب قد غمض عينى قلبه عما سوى ربه عز وجل، فلا ينظر إلا له وبه ولا يسمع إلا منه.


الـلــهــمّ أفننا عمّا سواك، وأوجدنا بك و آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 22
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 19
» كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 4
» كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 18
» كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 3
» كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 17

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى القادرى :: القسم الثافى والادبى :: المنتدى الادبى :: الكتب-
انتقل الى: