المنتدى القادرى
أعزاءنا الزوار ,مرحبا بكم، نود ان نلفت إنتباهكم بان تسجيل الدخول بعضوية ضروري لتتمكن من مشاهدة المواضيع الحصرية , فنرغب منكم ان تشاركونا بمشاركاتكم و مواضيعكم !
تفضلوا بالتسجيل
مع تحيات ادارة المنتدى القادرى
المنتدى القادرى
أعزاءنا الزوار ,مرحبا بكم، نود ان نلفت إنتباهكم بان تسجيل الدخول بعضوية ضروري لتتمكن من مشاهدة المواضيع الحصرية , فنرغب منكم ان تشاركونا بمشاركاتكم و مواضيعكم !
تفضلوا بالتسجيل
مع تحيات ادارة المنتدى القادرى
المنتدى القادرى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى القادرى

العقيدة + التصوف + القصص + الثقافةوالادب
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
إن المريد عندما يأتي لسلوك الطريقة ويتتلمذ على يد شيخه فينبغي أن يبدأ بالاستغفار والتوبة إلى الله تعالى فكان لابد على كل من يريد أن يسير إلى الله تعالى أن يصلح ما بينه وبين الله فينبغي أن يتوب إلى الله تعالى ويصلح من حاله مع الله ليبدأ حياة جديدة مع الله بدون ذنوب ولا معاصي فلا يليق بمن يريد أن يقف بين يدي ربه أن يلبس ثياب نجسة أو مسروقة أو مغصوبة بل ينبغي أن يتطهر وكذلك من أراد السير إلى الله ينبغي أن يتطهر من الذنوب والمعاصي والسبيل إلى ذلك كما جاء في أخبار كثيرة ونصوص صحيحة هو الاستغفار والتوبة . ومن هنا اتخذ الصالحون الاستغفار بداية للعهد والبيعة واختاروها بهذه الصيغة أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

 كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 14

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشريف مالك
مشرف
مشرف
الشريف مالك


عدد المساهمات : 31
تاريخ التسجيل : 04/09/2009

كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 14 Empty
مُساهمةموضوع: كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 14   كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 14 I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 02, 2009 12:39 pm

بـسـم الله الـرحـمـن الـرحـيـم
الـحـمـد لله رب الـعـالـمـيـن و الـصـلاة و الـسـلام عـلـى أشـرف الأنـبـيـاء و الـمـرسـلـيـن
ســـيـدنـا و مـولانـا حـبـيـبـنـا و قـرة أعـيـنـنـا مـحـمـد و عـلـى آلــه و صـحـبـه أجـمـعـيـن



المجلس

الـرابـع عـشــر



و قـال رضـي الله تـعـالـى عـنـه ، يـوم الـجـمـعـة بـكـرة بـالـمـدرســة ســابـع ذي الـقـعـدة مـن ســنـة خـمـس و أربـعـيـن و خـمـســمـائـة


يـا مـنـافـق ، طـهّـر الله عـزَّ و جـلَّ الأرض مـنـك . مـا يـكـفـيـك نـفـاقـك حـتـى تـغـتـاب الـعـلـمـاء و الأولـيـاء و الـصـالـحـيـن بـأكـل لـحـومـهـم ! أنـت و إخـوانـك الـمـنـافـقـون مـثـلـك ، عـن قـريـب يـأكـل الـديـدان ألـســنـتـكـم و لـحـومـكـم و تـقـطـّعـكــم و تـمـزّقـكـم ، و الأرض تـضـمّـكـم فـتـســحـقـكـم و تـقـلـّـبـكـم . لا فـلاح لـمـن لا يـحـســن ظـنـه بـالله عـزَّ و جـلَّ ، و بـعـبـاده الـصـالـحـيـن و يـتـواضـع لـهـم ، و يـتـواضـع لـهـم ، و هـم الـرؤســاء و الأمـراء ، مـن أنـت بـالإضـافـة إلـيـهـم ؟ الـحـق عـزَّ و جـلَّ قـد ســلـّـم الـحـلّ و الـربـط إلـيـهـم ، بـهـم تـمـطـر الـســمـاء و تـنـبـت الأرض . كـل الـخـلـق رعـيّـتـهـم ، كـل واحـد كـالـجـبـل لا تـزعـزعـه و لا تـحـركـه ريـاح الآفـات و الـمـصـائـب . لا يـتـزعـزعـون مـن أمـكـنـة تـوحـيـدهـم و رضـاهـم عـن مـولاهـم عـزَّ و جـلَّ ، طـالـبـيـن لأنـفـســهـم و لـغـيـرهـم . تـوبـوا إلـى الله عـزَّ و جـلَّ و اعـتـذروا إلـيـه ، و اعـتـرفـوا بـذنـوبـكـم بـيـنـكـم و بـيـنـه ، و تـضـرّعـوا بـيـن يـديـه . أيـش بـيـن أيـديـكـم ، لـو عـرفـتـم لـكـنـتـم عـلـى غـيـر مـا أنـتـم عـلـيـه .


تـأدبـوا بـيـن يـدي الـحـق عـزَّ و جـلَّ ، كـمـا كـان يـتـأدب مـن ســبـقـكـم . أنـتـم مـخـانـيـث و نـســاء بـالإضـافـة إلـيـهـم . شــجـاعـتـكـم عـنـدمـا تـأمـركـم بـه نـفـوســكـم و أهـويـتـكـم و طـبـاعـكـم . الـشــجـاعـة فـي الـديـن تـكـون فـي قـضـاء حـقـوق الـحـق عـزَّ و جـلَّ . لا تـســهـيـنـوا بـكـلـمـات الـحـكـمـاء و الـعـلـمـاء ، فـإنّ كـلامـهـم دواء و كـلـمـاتـهـم ثـمـرة وحـي الله عـزَّ و جـلَّ . لـيـس بـيـنـكـم نـبـي مـوجـود بـصـورة حـتـى تـتـبـعـوه ، فـإذا تـبـعـتـم الـمـتـّـبـعـيـن لـلـنـبـي صـلـى الله عـلـيـه وســلـم، الـمـحـقـقـيـن فـي اتـبـاعـه ، فـكـأنـمـا قـد اتـبـعـتـمـوه ، و إذا رأيـتـمـوهـم .

اصـبـحـوا الـعـلـمـاء الـمـتـقـيـن ، فـإنّ صـحـبـتـكـم لـهـم بـركـة عـلـيـكـم . و لا تـصـحـبـوا الـعـلـمـاء الـذيـن لا يـعـلـمـون الـذيـن لا يـعـمـلـون بـعـلـمـهـم ، فـإن صـحـبـتـكـم شــؤم عـلـيـكـم . إذا صـحـبـت مـن هـو أكـبـر مـنـك فـي الـتـقـوى و الـعـلـم ، كـانـت صـحـبـتـك لـه بـركـة عـلـيـك ، و إذا صـحـبـت مـن هـو أكـبـر مـنـك فـي الـســن و لا تـقـوى لـه و لا عـلـم لـه ، كـانـت صـحـبـتـك لـه شــؤمـاً عـلـيـك . اعـمـل لله عـزَّ و جـلَّ و لا تـعـمـل لـغـيـره كـفـر ، و الـتـرك لـغـيـره ريـاء . مَـن لا يـعـرف هـذا و يـعـمـل غـيـر هـذا فـهـو فـي هـوس ، عـن قـريـب يـأتـي الـمـوت يـقـطـع هـوســك .

ويـحـك ، واصـل ربـك عـزَّ و جـلَّ و قـاطـع غـيـره مـن حـيـث قـلـبـك . قـال الـنـبـي صـلـى الله عـلـيـه وســلـم : ( صِـلـوا الـذي بـيـنـكـم و بـيـن ربّـكـم تـســعـدوا ) . صـفـوا مـا بـيـنـكـم و بـيـن ربّـكـم عـزَّ و جـلَّ بـحـفـظ قـلـوب الـصـالـحـيـن .

يـا غـلام ، إن وجـدتْ عـنـدك تـفـرقـة بـيـن الـغـنـي و الـفـقـيـر عـنـد إقـبـالـهـم عـلـيـك ، فـلا فـلاح لـك . أكـرم الـفـقـراء الـصّـبـر و تـبـرّك بـهـم و بـلـقـائـهـم و الـجـلـوس مـعـهـم . قـال الـنـبـي صـلـى الله تـعـالـى عـلـيـه و ســلـم : ( الـفـقـراء الـصّـبـر جـلـســاء الـرحـمـن يـوم الـقـيـامـة ) . جـلـســاؤه الـيـوم بـقـلـوبـهـم ، و غـداً بـأجـســادهـم . هـم الـذيـن زهـدت قـلـوبـهـم فـي الـدنـيـا ، و أعـرضـت عـن زيـنـتـهـا ، و اخـتـاروا فـقـرهـم عـلـى غـنـاهـم ، و صـبـروا عـلـيـه . فـلـمـا تـم لـهـم هـذا ، خـطـبـتـهـم الآخـرة و عـرضـت نـفـســهـا عـلـيـهـم ، فـاتـصـلـوا بـهـا .


فـلـمـا حـصـلـت لـهـم ، رأوا أنـهـا غـيـر ربـهـم عـزَّ و جـلَّ ، فـاســتـقـالـوا مـنـهـا و داروا ظـهـور قـلـوبـهـم إلـيـهـا ، و هـربـوا مـنـهـا حـيـاء مـن الـحـق عـزَّ و جـلَّ . كـيـف وقـفـوا مـع غـيـره ، و ســكـنـوا إلـى الـمـحـدث و اســتـأنـســوا بـه ؛ ســلـمـوا إلـيـهـا الأعـمـال و الـحـســنـات و جـمــيـع مـا عـمـلـوا مـن الـطـاعـات ، ثـم طـاروا إلـيـه بـأجـنـحـة صـدقـهـم فـي طـلـب مـولاهـم عـزَّ و جـلَّ . تـركـوا عـنـدهـا الـقـفـص ، خـرجـوا مـن أقـفـاص وجـودهـم و طـاروا إلـى مـوجـدهـم . طـلـبـوا الـرفـيـق الأعـلـى ، طـلـبـوا الأوّل و الآخـر ، و الـظـاهـر و الـبـاطـن . صـاروا إلـى بـرج قـربـه ، صـاروا مـن الـذيـن قـال الله عـزَّ و جـلَّ فـي حـقـهـم : ( و إنـهـم عـنـدنـا لـَـمِـنَ الـمِـصـطـَـفـيـن الأخـيـار ) قـلـوبـهـم عـنـدنـا و هِـمَـمُـهـم عـنـدنـا ، و مـعـانـيـهـم عـنـدنـا ، ألـبـابـهـم عـنـدنـا دنـيـا و آخـره .

إذا تـمّ هـذا لـلـقـوم لا يـلـقـى عـنـدهـم دنـيـا و آخـره . تـنـطـوي الـســمـوات و الأرض و مـا بـيـنـهـمـا بـالإضـافـة إلـى قـلـوبـهـم و أســرارهـم ، يـفـنـيـهـم عـن غـيـره و يـوجـدهـم بـه . فـإن كـان لـهـم أقـســام فـي الـدنـيـا ، ردّهـم إلـى آدمـيـتـهـم و بـشــريـتـهـم لاســتـيـفـاء أقـســامـهـم ، كـيـلا يـبـدل الـعـلـم و الـســابـقـة و الـقـضـاء ، فـيـحـســنـون الأدب مـع عـلـم الله و قـضـائـه و قـدره ، و يـتـنـاولـون مـا يـعـطـون عـلـى قـدم الـزهـد و الـتـرك لا بـنـفـس و هـوى و إرادة ، و الـحـكـم الـظـاهـر مـحـفـوظ عـنـدهـم فـي جـمـيـع الأحـوال لا يـبـخـلـون عـلـى الـخـلـق بـالـدنـيـا ، لـو قـدروا قـرّبـوهـم كـلـهـم إلـى الـحـق عـزَّ و جـلَّ ، لا يـبـقـى لـشــئ مـن الـمـخـلـوقـات و الـمـحـدثـات فـي قـلـوبـهـم وزن ذرة .

مـا دمـت مـع الـدنـيـا فـلا اتـصـال لـك بـالآخـرة ، و مـا دمـت مـع الأخـرى فـلا اتـصـال لـك بـالـمـولـى . كـنْ عـامـلاً لا تـتـجـاهـل ، أنـت مـمّـن أضـلـّـه الله عـلـى عـلـم . مـن جـمـلـة مـواصـلـة الـحـق عـزَّ و جـلَّ ، الـذي هـو غـنـي كـريـم ! و هـل يـعـامـل الـغـنـيُّ الـكـريـمُ مَـن يـخـســر ؟ تـنـفـق لـوجـه الله عـزَّ و جـلَّ ذرة يـعـطـيـك جـبـلا ، تـنـفـق قـطـرة يـعـطـيـك بـحـراً فـي الـدنـيـا ، و فـي الآخـرة يـوفـيـك أجـرك و ثـوابـك .


يـا قـوم ، إذا عـامـلـتـم الـحـق عـزَّ و جـلَّ يـزكـو زرعـكـم ، و تـجـري أنـهـاركـم ، و يـورق و يـغـصـن و يـثـمـر أشــجـاركـم . مُـروا بـالـمـعـروف و انـهـوا عـن الـمـنـكـر ، و انـصـروا ديـن الله عـزَّ و جـلَّ ، و عـادوا فـيـه الـصـديـق ، مـن يـصـادقـه فـي الـخـيـر تـدوم صـداقـتـه فـي الـخـلـوة و الـجـلـوة ، فـي الـســراء و الـضـّـراء ، فـي الـشــدة و الـرخـاء . اطـلـبـوا حـوائـجـكـم مـن الـحـق عـزَّ و جـلَّ ، لا مـن خـلـقـه . و إن كـان و لابـد مـن الـخـلـق ، فـادخـلـوا عـلـى الـحـق عـزَّ و جـلَّ بـقـلـوبـكـم ، فـإنـه يـلـهـمـكـم الـطـلـب مـن جـهـة مـن الـجـهـات .

فـإن مـنـعـتـم أو أعـطـيـتـم ، كـان ذلـك مـنـه لا مـنـهـم . الـقـوم أخـرجـوا هـمّ أرزاقـهـم مـن قـلـوبـهـم ، عـلـمـوا أنـهـا مـقـدَّرة فـي أوقـات مـعـلـومـة ، فـتـركـوا الـطـلـب لـهـا و اســتـوطـنـوا عـلـى بـاب مـلـكـهـم . اســتـغـنـوا عـن كـل شــئ بـفـضـل الله عـزَّ و جـلَّ و قـربـه و عـلـمـه . فــلـمـا تـمّ لـهـم هـذا ، صـاروا قـبـلـة الـخـلـق و خـطـبـاء لـهـم فـي الـدخـول عـلـى مـلـكـهـم ، يـأخـذون بـأيـدي قـلـوبـهـم إلـيـه يـكـدّون لـهـم مـنـه خـلـع الـقـبـول و الـرضـا عـنـهـم .


عـن بـعـضـهـم ، رحـمـة الله تـعـالـى عـلـيـه ، أنـه قـال : عـبـاد الله عـزَّ و جـلَّ الـذيـن تـحـقـقـت عـبـوديـتـهـم لـه لا يـطـلـبـون مـنـه دنـيـا و لا آخـره ، و إنـمـا يـطـلـبـون مـنـه هـو لا غـيـره . الـلـهـم اهـدِ جـمـيـع الـخـلـق إلـى بـابـك ، هـذا أبـداً ســؤالـي ، و الأمـر إلـيـك . هـذا دعـاء عـام أثـاب عـلـيـه ، و الله عـزَّ و جـلَّ يـفـعـل فـي خـلـقـه مـا يـشــاء . إذ صـحّ الـقـلـب امـتـلأ رحـمـة و شــفـقـة عـلـى الـخـلـق .

عـن بـعـضـهـم ، رحـمـة الله تـعـالـى عـلـيـه ، أنـه قـال : مـن يـفـعـل الـخـيـر كـثـيـراً و لا يـتـرك الـذنـوب إلا الـصـدّيـقـون . الـصـدّيـق يـتـرك الـكـبـائـر و الـصـغـائـر ، ثـم يـدقـق ورعـه بـتـرك الـشــهـوات ، ثـم الـمـبـاح الـمـشــتـرك بـطـلـب الـحـلال الـمـطـلـق . الـصـديـق لا يـزال فـي مـعـظـم نـهـاره و لـيـلـه فـي عـبـادة ربّـه عـزَّ و جـلَّ ، يـخـرق عـوائـد الـخـلـق ، فـلا جـرم تـخـرق لـه الـعـادة و يـرزق مـن حـيـث لا يـحـتـســب . يـعـطـَـى و يـؤمَـر بـالـتـنـاول ، تـخـلـص لـه الأشــيـاء و تـصـفـو ، لأنـه طـالـمـا مـنـع ، و كـســرت حـوائـجـه فـي صـدره ، و صـبـر عـلـى كـســر أغـراضـه ، و رُدّ فـي جـمـيـع أحـوالـه .

كـان يـدعـو فـلا يـســتـجـاب لـه ، يـســأل فـلا يـعـطـى ســؤلـه ، يـشــكـو فـيـزداد مـمـا شــكـا مـنـه ، يـطـلـب الـفـرج فـلا يـجـده ، يـتـقـي و لا يـرى مـخـرجـاً ، يـوحّـد و يـخـلـص فـي أعـمـالـه فـلا يـرى قـربـاً مـن الـعـامـل لـه ، كـأنـه لـيـس بـمـؤمـن و لا مـوحـد ، و مـع هـذا كـلـه ، كـان مـداريـاً صـابـراً عـلـى مـدارة هـذه الأشــيـاء . عـلـم أن صـبـره دواء لـقـلـبـه و ســبـب لـصـفـاتـه و تـقـريـبـه ، و أن الـخـيـر يـأتـيـ÷ بـعـد هـذا الاخـتـبـار عـلـى أن هـذا الاخــتـبـار لـتـبـيّـن الـمـؤمـن مـن الـمـنـافـق ، و الـمـوّحـد مـن الـمـشــرك ، و الـمـخـلـص مـن الـمـرائـي ، و الـشــجـاع مـن الـجـبـان ، و الـثـابـت مـن الـمـتـحـرك ، و الـصـابـر مـن الـجـازع ، و الـمـحـق مـن الـمـبـطـل ، و الـصـادق مـن الـكـاذب ، و الـمـحـب مـن الـمـبـغـض ، و الـمـتـّـبـع مـن الـمـبـتـدع . اســمـع قـول بـعـضـهـم ، رحـمـة الله عـلـيـه : كـن فـي الـدنـيـا كـمـن يـداوي جـرحـه ، و يـصـبـر عـلـى مـرارة الـدواء ، رجـاء لـزوال الـبـلاء , كـل الـبـلايـا و الأمـراض شــركـك بـالـخـلـق ، و رؤيـتـهـم فـي الـضـر و الـنـفـع ، و الـعـطـاء و الـمـنـع .

و كـل الـدواء و زوال الـبـلاء فـي خـروج الـخـلـق مـن قـلـبـك ، و عـزمـك عـنـد نـزول الأقـضـيـة و الأقـدار ، و أن لا تـطـلـب الـريـاســة عـلـى الـخـلـق و الـعـلـوّ عـلـيـهـم ، و أن يـتـجـرد قـلـبـك لـرّبـك عـزَّ و جـلَّ ، و يـصـفـو ســرّك و تـعـلـو هـمـتـك إلـيـه . إذا تـحـقـق هـذا ، ارتـفـع قـلـبـك و زاحـم صـفـوف الـنـبـيـيـن و الـمـرســلـيـن و الـشــهـداء و الـصـالـحـيـن و الـمـلائـكـة الـمـقـرّبـيـن ، و كـلـمـا دام لـك ، كـبـرت و عـظـمـت و رفـعـت و قـدِّمـت و ولـيـت و أمـرت . تـرد إلـيـك مـا تـرد ، تـولـى مـا تـولـي ، تـعـطـي مـا تـعـطـي .

الـمـحـروم مَـن حُـرم ســمـاع هـذا الـكـلام و الإيـمـان بـه و الاحـتـرام لأهـلـه . يـا مـشــغـولـيـن بـمـعـايـشــهـم عـنـي ، الـمـعـيـشــة عـنـدي ، و الأربـاح عـنـدي و مـتـاع الأخـرى عـنـدي ، و أنـا مـنـادٍ تـارة و ســمـســار أخـرى ، و مـالـك الـمـتـاع أخـرى . أعـطـي كـل شــئ حـقـه ، إذا حـصـل شــئ مـن الآخـرة عـنـدي لا آكـلـه وحـدي ، لأن الـكـريـم لا يـأكـل وحـده . كـلّ مَـن اطـلـع عـلـى كـرم الله عـزَّ و جـلَّ لا تـجـد عـنـده بـخـلاً ، كـل مـن عـرف الله عـزَّ و جـلَّ هـان عـنـده مـا ســواه . الـبـخـل مـن الـنـفـس ، و نـفـس الـعـارف مـيـتـة بـالإضـافـة إلـى نـفـوس الـخـلـق ، هـي مـطـمـئـنـة ســاكـنـة إلـى وعـد الله عـزَّ و جـلَّ ، خـائـفـة مـن وعـيـده . الـلـهـم ارزقـنـا مـا رزقـت الـقـوم ، و آتـنـا فـي الـدنـيـا حـســنـة و فـي الآخـرة حـســنـة و قـنـا عـذاب الـنـار .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 14
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 24
» كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 9
» كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 23
» كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 8
» كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 22

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى القادرى :: القسم الثافى والادبى :: المنتدى الادبى :: الكتب-
انتقل الى: