Admin Admin
عدد المساهمات : 219 تاريخ التسجيل : 21/11/2008 العمر : 67 الموقع : https://gadry.ahlamontada.com
| موضوع: حسبنا الله ونعم الوكيل الثلاثاء ديسمبر 21, 2010 11:22 am | |
| :(
كلمة عظيمة تحوي عظيم المعاني وروعة المضمون وذات تأثير قوي فهي تعني توكيل كل الحول والقوة له سبحانه من الموكل في هذا الأمر المعني .. هذه الكلمة قيلت من قبل الأنبياء .. حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام حين ألقي في النار .. {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ *يَا نَار كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيم** سورة الأنبياء 20-21 حسبنا الله ونعم الوكيل قالها موسى كليم الله عليه الصلاة والسلام حين قال أصحاب موسى إنا لمدركون فانفلق له البحر نصفين .. {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ *قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ** سورة الشعراء 25-26 حسبنا الله ونعم الوكيل قالها خاتم الأنبياء والمرسلين رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال له الناس : {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ** سورة آل عمران 173 هؤلاء هم الأنبياء صفوة الله لم يلجئوا إلا لله في أمورهم وترديد هذه الكلمة !!. أما نحن متى نقولها ؟؟! - حسبنا الله ونعم الوكيل حين نرى ظلم الأشخاص لبعضهم - حسبنا الله ونعم الوكيل حين نرى التشرد والمجاعات - حسبنا الله ونعم الوكيل الطغاة يسعون في الأرض الفساد على البلاد الإسلامية - حسبنا الله ونعم الوكيل حين نرى الدخيل في عقر دارنا ولم نحرك ساكنا - حسبنا الله ونعم الوكيل حين تتراكم علينا الهموم والكروب - حسبنا الله ونعم الوكيل حين نرى ضياع شباب المستقبل - حسبنا الله ونعم الوكيل حين نرى عقوق الوالدين ما معنى حسبى الله ونعم الوكيل الْحَسْب : هو الكافي ، أي يكفيني الله تعالى عن غيره في الرزق, والنصر, والعون, واللطف, والرحمة, والوقاية ... وغير ذلك.
والوكيل: هو من يوكله الإنسان ليقضي له أمراً, وكلما كان الوكيل قوياً, أميناً, فطناً, حكيماً, كان قضاء الأمر أفضل وأكمل, ولذلك يختار الناس المحامين الأقوياء, والأمناء لتوكيلهم في قضياهم. ومعنى نعم الوكيل: أي: من أفضل من الله وكيلاً في نصرتي؟, ومن أعظم وكيلاً من الله في قضاء حاجتي؟ ومن أقوى من الله وكيلاً في رد كيد الكائدين, وظلم الظالمين؟
وكلما كان القلب معلقاً بالله, متوكلاً عليه, مستيقناً بحكمة الله, وقدرته, مسلماً لأمره وقضائه, كان الوكالة أصدق, والتوكل أعظم, والثمرة أطيب ولا ينبغي للمسلم العاقل أن يلتفت إلى النتائج, مهما كانت في نظره في غير صالحة, لأن الله يعلم والإنسان لا يعلم {والله يعلم وأنتم لا تعلمون { .
قال القرطبي في تفسيره : قوله تعالى : (وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)سورة آل عمران 173 ، أي : كافينا الله . وحَسْب مأخوذ مِن الإحساب ، وهو الكفاية . اهـ فالذي يقول : حسبنا الله ، يقول : إن الله كافينا . ويجب أن يعتقد معنى هذه الكلمة ، فيعتقد أن الله كَافِيه كل ما أهمّه . وقول : نِعْم الوكيل ، أي : نِعْم الْحَفِيظ . ومعنى الكلمة : إن الله كافِينا ونِعْم الْحَفيظ . وهي تُقال عند خوف أمْر ، أو عند وُقوع ظُلْم ، فإن الْمُسْلِم يُسْلِم أمْره إلى الله ويُفوِّض أمْرَه إليه . قال ابْن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: ( حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلام حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالُوا: (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) . رواه البخاري . فَمَن فَعَل ذلك كَفَاه الله . قال القرطبي : قال علماؤنا : لَمَّا فَوَّضَوا أمُورهم إليه واعْتَمَدُوا بِقُلُوبِهم عليه أعطاهم مِن الجزاء أربعة مَعَانٍ : النعمة ، والفضل ، وصرف السوء ، واتِّباع الرضا ، فَرَضَّاهم عنه ورِضِي عنهم . وتأمّل في حال إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام لَمَّا أراد به قومه السوء ، فعزموا على إحراقه ، فقال تلك الكلمة لَمَّا بَقي وحيدا فريدا في ذلك الموقف . قال تعالى : (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ (70) وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاًّ جَعَلْنَا صَالِحِينَ) سورة الأنبياء . وقال عزّ وَجَلّ : (قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَسْفَلِينَ) سورة الصافات .
تأمّل كيف كَفَاه الله حَـرّ النار ، وصَرَف عنه شَـرّ ألأشرار ، وجَعَل كيد الكائدين في تَبَاب وخَسَار . تفسير قوله تعالى : { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ } آل عمران 173 – 174
عن أبي عبيدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه رجوعهم" والذي نفسي بيده لقد سومت لهم حجارة لو أصبحوا بها لكانوا كأمس الذاهب"
وقال الحسن البصري في قوله « الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح » إن أبا سفيان وأصحابه أصابوا من المسلمين ما أصابوا ورجعوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أبا سفيان قد رجع وقد قذف الله في قلبه الرعب فمن ينتدب في طلبه فقام النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبعوهم فبلغ أبا سفيان أن النبي صلى الله عليه وسلم يطلبه فلقي عيرا من التجار فقال ردوا محمدا ولكم من الجعل كذا وكذا وأخبروهم أني قد جمعت جموعا وأني راجع إليهم فجاء التجار فأخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم « حسبنا الله ونعم الوكيل » فأنزل الله هذه الآية. وهكذا قال عكرمة وقتادة وغير واحد إن هذا السياق نزل في شأن غزوة حمراء الأسد وقيل نزلت في بدر الموعد والصحيح الأول وقوله تعالى « الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا » الآية أي الذين توعدهم الناس بالجموع وخوفوهم بكثرة الأعداء فما اكترثوا لذلك بل توكلوا على الله واستعانوا به « وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل »
عن عوف بن مالك أنه حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بين رجلين فقال المقضي عليه لما أدبر حسبي الله ونعم الوكيل فقال النبي صلى الله عليه وسلم ردوا علي الرجل فقال ما قلت قال قلت حسبي الله ونعم الوكيل فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يلوم على العجز ولكن عليك بالكيس فإذا غلبك أمر فقل (حسبي الله ونعم الوكيل) رواه أبو داود والنسائي .
وقالت عائشة نزلت براءتي من السماء في القرآن فسلمت لها زينب ثم قالت قلت حين ركبت راحلة صفوان بن المعطل قالت قلت حسبي الله ونعم الوكيل قالت زينب قلت كلمة المؤمنين ولهذا قال تعالى: (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء) أي لما توكلوا على الله كفاهم ما أهمهم ورد عنهم بأس من أراد كيدهم فرجعوا إلى بلدهم بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء مما أضمر لهم عدوهم (واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم)، وقال البيهقي فى الدلائل: حدثنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو بكر بن داود الزاهد حدثنا محمد بن نعيم حدثنا بشر بن الحكم حدثنا مبشر بن عبد الله بن رزين حدثنا سفيان بن حسين عن يعلى بن مسلم عن عكرمة عن ابن عباس في قول الله (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل) قال النعمة أنهم سلموا والفضل أن عيرا مرت في أيام الموسم فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم فربح فيها مالا فقسمه بين أصحابه.
فَأكثرُوا الدعاءَ ولا سِيَّمَا فِي الثُّلُثِ الأَخِيرِ مِنَ الليلِ فَإِنَّها سَاعَةٌ مُبارَكَةٌ وَلْيَبْقَ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكرِ اللهِ ولا سيما « حسبنا الله ونعم الوكيل ». ومن أسبابِ إجابَةِ الدعاءِ أن يَكونَ الطَّعامُ حلالاً حتَّى إِنَّه كانَ فيمَا مضَى في بعضِ البلادِ إذَا كانَ واحِدٌ أُصيبَ بِمَرَضٍ كَالجُنونِ يَجْلِسُ الناسُ حَوْلَهُ وَيَقْرأونَ سورةَ يَس أَرْبَعِينَ مَرَّةً فَلا يُنهونَها إِلاَّ وَهُو قَد تَعافَى.
وعن أَبِي هريرةَ رضيَ الله عنه قالَ قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ المؤمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ المرسَلِينَ فَقَالَ: ﴿يا أيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا﴾ وَقالَ: ﴿يا أيُّها الذينَ ءامَنُوا كُلوا مِنْ طَيِّباَتِ مَا رَزَقْنَاكُم﴾ ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفرَ أَشْعَثَ أَغبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السماءِ يا رَبُّ يا رَبُّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حرامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ رواهُ مُسلِمٌ. نَسْأَلُ اللهَ تعالَى أَنْ يُفَرِّجَ كُرُباتِنَا وَيَسْتُرَ عَوْرَاتِنَا.
حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه
| |
|