بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه
اعلم أيها المريد أنه لا يمكنك الخلاص من أوحال النفس إلا بجهد شديد. فلا تتحول من مقام إلى مقام، إلا بخالص العبادة على الدوام، حتى تتبدل لحومك والجلود، بنشأة ممزوجة بأنوار مراقبة المعبود، فتثمر مِسْكِيَّات الأسرار والفلاح المنتشر، وينادي منادي التجلي هاهي في مقعد صدق عند مليك مقتدر، إذ المجاهدة الركن المهم الذي عليه المدار، وجماع الخير منوط بها في هذه الدار. ومن أجل ذلك قالوا: المجاهدة توجب المشاهدة، ومن لم تكن بداية محرقة، لم تكن له نهاية مشرقة، خصوصًا القيام في الأسحار على قدم السداد، فإنه ينابيع خِلَع القبول والرضوان وقضاء المراد، ولذا قالوا: كثرة النوم والغفلات، توجب الحرمان والحسرات، وجعلوا سهر الليل في الطاعة من أهم أركان الوصول، وقالوا: ما حُرِمُوا الوصول إلا من تضييع الأصول.
وقد جاء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يمثل القدوة الكاملة ليقف نموذجا حيا للتأسي والاقتداء في طريق السمو والرفعة الاخلاقية ، ثم جاء الربانيون من امته يقربون للناس صفات النبوة وخلال الاصطفاء والاجتباء عبرعمل مشاهد محسوس وسلوك ملحوظ واجلاهم زينة وابرهم حيلة واجودهم صبغة في ذلك من سار على القدم المحمدي ، مزدانا من جواهر حضرة النبوة بنور يشع من ذاته التي تخللتها انوار القرب الالهي والخلق النبوي حتى عاد يهتدي بها السراة في ليل الحياة يجدون فيه الهدى الذي يسير على خط النبوة والرشد الذي لايتجافى مع منطق الشريعة وروح الحقيقة، نعد منهم فى زمننا هذا عبد الله بن أحمد الريح الذى نذكر عنه للتعريف والتأسى ما يلى: هو شيخ الطريقة، القطب المكتوم الشريف العفيف أبو الريح سيدي عبدالله بن الولي الشهير والعالم الكبير الأمام القدوة النبوي الأتباع، سيدي أحمدالريح، بن عبدالباقى الملقب
( بأزرق طيبة) بن حمدالنيل بن أحمدالريح بن محمد الملقب (بطايل اليد) بن يوسف الملقب) بابوشرا) بن محمد(صاحب غار بيله) بن عبدالله الملقب (بالطريفى) بن محمد ابوعاقلة الملقب (بالكشيف) بن حمد النيل بن دفع الله بن احمد (مقبل) الذي يتصل نسبه بالسيدة بفاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين وبنت سيد المرسلين محمد بن عبد الله أمام المتقين وقائد الغر المحجلين .
ولد سيدي عبدالله عام 1945 ميلادية بطيبة الشيخ عبدالباقي نشأ وترعرع ايام سنينه الاولي ايام خلافة جده الشيخ عبدالباقي ، تلقى تعليمه الاولي بخلوة طيبة ، وحفظ القرآن علي يد الشيخ الناجي محمد ابراهيم بمسيد الشيخ عبدالباقي بطيبة وتدرج في التعليم إلي مدرسة ود مدني الاميرية الوسطى ثم مدرسة حنتوب الثانوية ثم جامعة الخرطوم كلية العلوم قسم الرياضيات . وقد عرف عنه منذ الصغر بالنبوغ والعلم والصلاح .
تعتبر بلدة طيبة الشيخ عبدالباقى على قدر كبير من الأهمية العلمية، ذات بيئة مفعمة بالعلم والورع باعتبارها مركزا للمعرفة والولاية والصلاح منذ تأسيسها. وكان جل أفراد أسرة شيخنا، الذين يشكلون مكونات هذه البلدة العلمية، على مستوى رفيع من علمي الظاهر والباطن. وكان آباؤه وأجداده رضي الله عنهم من خيرة العلماء ولهم قدم راسخ في الولاية كجديه سيدي العلامة الشيخ عبد الباقى، و سيدي الشيخ الولي المكين الشيخ حمدالنيل راجل أم درمان, الذي وفد اليها فى عهد المهدية واتخذها موطنا . وكان أبوه عالما ورعا متبعا للسنة ذاكرا متعلقا بالله ولا تأخذه فيه لومة لائم. نشأ، رضي الله عنه، بين أبائه الصالحين نشأة صالحة يؤدبانه ويلقنانه ويربيان تربية أمثالهما من أهل البصائر. فتربى سيدي عبدالله في عفاف وصيانة وتقي وديانة، أبى النفس عالي الهمة زكى الأخلاق محروسا بالعناية محفوفا بالرعاية. في ظل هذه الرعاية النموذجية وفى أحضان هذه الأسرة المحبة للعلم والصلاح نشأ سيدي عبدالله، كريم الأخلاق مقبلا على الجد والاجتهاد متمسكا بالدين وسنة المهتدين معظما عند الخاصة والعامة. واستمر في طلب العلم وحبب إليه التعبد وقيام الليل ، وصار، رضي الله عنه، يدل على الله وينصح عباده وينصر سنة رسوله ويحيى أمور الدين وقلوب المؤمنين، وصار يضرب المثل به وبداره في إحياء السنة وأتباع المحجة البيضاء والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر. ماضي العزم شديد الحزم في أموره كلها. إذا ابتدأ شيئا لا يرجع عنه. وما شرع في أمر قط إلا أتمه. تجنح همته إلى معالي الأمور ولا يرضى بسفسافها.
تفرغ أبونا الشيخ إلي المسيد والخلوة وملازمة شقيقه وشيخه الشيخ ابوعاقلة وذلك منذ عام 1966 زهاء السته وعشرين عاما بالمسيد حتى وفاته فى العام 1990 . ولعل هذه المؤهلات هي التي جعلت السادة العركيين يوافقون بالإجماع على خلافته ليصير خليفة عموم سجادة العركين والقادرية بالسودان إذ لم يحيد عن درب ابائه الصالحين في تربية السالكين وتهذيب المريدين. فهو، رضي الله عنه، شريف الاخلاق، لطيف الصفات، كامل الأدب، جليل القدر، وافر العقل، دائم البشر، مخفوض الجناح، كثير التواضع، شديد الحياء، متبع أحكام الشرع وآداب السنة، محبا لأهل البيت سلام الله عليهم مكرما لأهل الصلاح والفضل و أرباب العلم، لقد جمع استاذنا بين علو الهمة وحفظ الحرمة ونفوذ العزم. عمل على تصحيح التوبة بشروطها، وحفظ الشريعة وحدودها. ونفى أرادته وقطع عن نفسه الحظوظ والعلائق، وانقطع إلى الله بمراعاة حقه، فانكشفت له الحقائق. عمل على نفى الرخص والتأولات، وشمر عن ساعد الجد، وكف نفسه عما لا يعنيه، وتمسك بالكتاب والسنة وما درج عليه سالف الأمة، وتوجه بكليته إلى مولاه، فكفاه عما سواه. أسس بنيانه أولا باشتغاله بالقرآن وعلومه، وتبحر في غرائب العلوم ودقائق الفهوم. ماضي العزم شديد الحزم في أموره كلها. إذا ابتدأ شيئا لا يرجع عنه. وما شرع في أمر قط إلا أتمه. تجنح همته إلى معالي الأمور ولا يرضى بسفسافها.
وبعدها ركز سيدي أسس المسيد استمر في نشر الطريقة والأذن في الأوراد. فواصلت الطريقة القادرية العركية انطلاقتها لتعم البوادى والحضر. وقد كرس حياته للتربية الروحية والأخذ بيد السالكين لترقيتهم إلى أعلى درجات القرب، وينبى منهجه في التربية علي الفضائل وتزكية روح الأيمان في النفوس وقد اخذ كثيرا من اسلوب جده الشيخ عبدالباقي في تربيته مريديه وطلبته وحيرانه ، فهو يعتمد اسلوب المتابعة والنظر ويعتمد على طول مدة التربية والاناة .فالمريد والطالب كل يوم يعرف شيئا جديدا ينبغي أن يتبعه فيه فهو دائما عند البيعة لاحد الذين اراد الله لهم أن يسلكوا طريق القوم يردد دوما يافلان حافظ على الصلاة في مواعيدها وماتقوم من المصلاية أذا ما أكلمت اذكار الاساس ابتعد عن مصاحبة الاشرار وصاحب الاخيار وماتنقطع عن زيارة طيبة ، اسلوب لبق ، به كثير من الحكمة والحنكة وفيه سياسة لنفس السالك وتحبيب الطريق اليه ،ويجعلك دوما في شوق إلي زيارته في طيبة فهو حسن العريكة .ويقينى هذا هو نهج السير فى طريق اياك نعبد ومعلوم ان العبد لا يكون العبد متحققا بـ ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ إلا بأصلين عظيمين :
أحدهما : متابعة الرسول.
والثاني : الإخلاص للمعبود. فهذا تحقيق إياك نعبد.
وأهل الإخلاص للمعبود والمتابعة؛ هم أهل إياك نعبد حقيقة، فأعمالهم كلها لله، وأقوالهم لله، وعطاؤهم لله، ومنعهم لله، وحبهم لله، وبغضهم لله، فمعاملتهم ظاهرا وباطنا لوجه الله وحده، لا يريدون بذلك من الناس جزاء ولا شكورا، ولا ابتغاء الجاه عندهم، ولا طلب المحمدة والمنزلة في قلوبهم، ولا هرباً من ذمهم، بل قد عدّوا الناس بمنزلة أصحاب القبور؛ لا يملكون لهم ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً، فالعمل لأجل الناس وابتغاء الجاه والمنزلة عندهم ورجائهم للضر والنفع منهم لا يكون من عارف بهم ألبتة، بل من جاهل بشأنهم وجاهل بربه، فمن عرف الناس أنزلهم منازلهم، ومن عرف الله أخلص له أعماله وأقواله وعطاءه ومنعه وحبه وبغضه، ولا يعامل أحدٌ الخلق دون الله إلا لجهله بالله وجهله بالخلق، وإلا فإذا عرف الله وعرف الناس آثر معاملة الله على معاملتهم.
وكذلك أعمالهم كلها وعبادتهم موافقة لأمر الله، ولما يحبه ويرضاه، وهذا هو العمل الذي لا يقبل الله من عامل سواه، وهو الذي بلى عباده بالموت والحياة لأجله قال الله تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ وجعل ما على الأرض زينة لها ليختبرهم أيهم أحسن عملا.قال الفضيل بن عياض: «العمل الحسن هو أخلصه وأصوبه». قالوا: يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه؟ قال: «إن العمل:
إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل،
وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل،
حتى يكون خالصاً صواباً؛
والخالص: ما كان لله،
والصواب: ما كان على السنة».
وهذا هو المذكور في قوله تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾، وفي قوله: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾ فلا يقبل الله من العمل إلا ما كان خالصا لوجهه على متابعة أمره، وما عدا ذلك فهو مردود على عامله يرد عليه أحوج ما هو إليه هباء منثوراً. وفي الصحيح من حديث عائشة عن النبي – صلى الله عليه وسلم - : «منْ عَمِلَ عملاً ليس عليه أمرُنا، فَهو ردٌّ» وكل عمل بلا اقتداء فإنه لا يزيد عامله من الله إلا بعداً؛ فإن الله تعالى إنما يُعبد بأمره لا بالآراء والأهواء.
وغاية ما نقول: إنك أيها الصَّديق مأمور بفعل كل خير ومنهي عن كل شر، فإذا فعلت ذلك على وجه الاحتياط ناسب أن يطلق عليك اسم الإسلام والتصوف والتقوى؛ ولكن لا وصول لك إلى ذلك إلا بالتمسك بسنة رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ، فعليك بالعمل بها أيها المريد، في الحركات والسكنات وكل ما تريد، ولا تغتر بكثرة من يخالفها من الهالكين، فإنهم أخساء أشقياء استحوذت عليهم الشياطين، فلا تقتد بهم ولا تسمع مقالهم ولا تجتمع بهم واحذرهم ولو كانوا في صورة مشايخ الإسلام، وعليك محبة شيخنا القطب المحمدي سيدي عبد الله سلالة ال البيت العاملين بسنة خاتم النبيين صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم، فإنهم هداة الأنام.وللوقوف على هذا المنهج فى التصوف وتطبيقه مرفق ادناه كتابنا بعنوان عابد الله أزرق طيبة ، أضغط على الرابط...اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه
اضغط على الرابط ادناه:
[size=24]http://google.forumotion.com/t58-topic