النحلة مشرف
عدد المساهمات : 10 تاريخ التسجيل : 05/09/2009
| موضوع: الحركة الوهابية الأحد يوليو 31, 2011 2:01 pm | |
| كانت منطقة نجد بارض الحجاز قد عرفت اختلالا عقديا وروحيا وسلوكيا حسب ما يؤرخ لها اهل الحجاز فإن ذلك يشخص واقعا قد انطبعت عليه المنطقة سواء في الماضي أي قبل الإسلام أو عند مجيئه وانتشاره أو عند وبعد ظهور الحركة الوهابية من صميمها، أي أن زعماءها هم نجديون أصلا وطبعا، ولهذا فإن طبائعهم الغالبة عليهم ستكون متجذرة فيهم، يؤكدها التاريخ والنصوص الدينية والواقع السلوكي لأهل تلك المنطقة وخاصة بعد تمكنهم وغلبتهم، ومن ثم فلا يكادون يخرجون عن القاعدة العامة المتحكمة في اعتقادهم وسلوكهم بل حتى مظاهرهم الحسية والخلقية، وأساليبهم في التآمر والمجافاة وعدم ائتلاف القلوب مبدئيا وطواعية.
فمن هذه النصوص الدالة على الخصائص السلبية لهذه المنطقة وأهلها ما نجده مثلا من مساهمة في عرقلة الدعوة الإسلامية منذ بدايتها في صورة تشخيص شيطاني لممثليها كما يروي المؤرخون للسيرة النبوية في مرحلة التهيؤ للهجرة وما بعدها.
(أ) " قال ابن إسحاق، فحدثني من لا أتهم من أصحابنا عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد بن جبر عن عبد الله بن عباس وغيره ممن لا أتهم عن عبد الله بن عباس قال، لما اجتمعوا لذلك واتعدوا أن يدخلوا في دار الندوة ليتشاوروا فيها في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم غدوا في اليوم الذي اتعدوا له، وكان ذلك اليوم يسمى يوم الزحمة، فاعترضهم إبليس لعنه الله في شيخ جليل عليه بت له، فوقف على باب الدار فلما رأوه واقفا على بابها قالوا: من الشيخ؟ قال: شيخ من أهل نجد سمع بالذي اتعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون، وعسى أن لا يعدمكم منه رأيا ونصحا، وقالوا: أجل فادخل".
وهذا فيه إشارة إن صح الاستنتاج إلى أن منطقة نجد كانت تمثل مرتعا للشر والتنكر والنفاق قد بدأت عناصره تغلي منذ بداية بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك من أجل الخذلان والمشاقة والمحاربة والاستعداد المبدئي للارتداد، شخصه الشيطان بذروتها في صورة شيخ نجدي لمناسبة تجمع أهل نجد ومظاهر الشيطنة والمروق من الدين، على عكس تشخص الملك جبريل عليه السلام في صورة شخص جمالي شبه بدحي الكلبي. وهذا ما لا يعرف سره ومعناه إلا أهل الأذواق وعلماء التأويل.
(ب) يوجد وصف ديني حديثي للطبيعة السلوكية والواقع العقدي إضافة إلى الخصوصية الجسدية لأهل نجد كان يدرك خطورته الصحابة رضوان الله عليهم ويحذرونه: عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: بعث علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهبية فقسمها بين الأربعة: الأقرع بن حابس الحنظلي، ثم المجاشعي وعيينة بن بدر الفزاري وزيد الطائي ثم أحد بني نبهان وعلقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب، فغضبت قريش والأنصار، وقالوا: يعطي صناديه أهل نجد ويدعنا، قال: إنما أتألفهم، فأقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناتئ الجبين كث اللحية محلوق. فقال: اتق الله يا محمد! فقال صلى الله عليه وسلم: من يطع الله إذا عصيته أيؤمنني على أهل الأرض فلا تأمنوني، فسأله رجل قتله أحسبه خالد بن الوليد فمنعه، فلما ولى قال صلى الله عليه وسلم: إن من ضئضئي هذا أو عقب هذا قوم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد".
وهذا الحديث فيه عدة أحكام ومعاني ومواصفات عقدية ونفسية واجتماعية عند أهل نجد غالبا، إضافة إلى غياب الاحترام اللائق بمقام الرسول صلى الله عليه سلم لديهم، بحيث قد يجعل النجدي ومن تطبع بطبعه وأفكاره الجافة حاكما على المشرع نفسه وعلى الصحابة والأولياء والعلماء، وهذا ما سيتسرب إلى فكر الوهابية المتأخرة كوراثة تاريخية واجتماعية ونفسية بحيث شخصوا هذه الجراءة في عدة صور وتحت غطاء السلفية المزيفة أو الزئبقية إن صح التعبير ، وبالتالي أصبح الطبع هو الحاكم والمتغلغل في الكبير والصغير بالوراثة والتموضع الجغرافي والبيئي ربما قد يتعدى حتى حيواناتهم كما يحكي الجاحظ ملاحظة عن واقع البخل في مرو طبعا وهي منطقة خراسانية: "وقال ثمامة: لم أر الديك في بلدة قط إلا وهو لافظ، يأخذ الحبة بمنقاره ثم يلفظها قدام الدجاجة إلا ديك مرو، فإني رأيت ديكة مرو تسلب الدجاج ما في مناقيرها من الحب، قال: فعلمت أن بخلهم شيء في طبع البلاد وفي جواهر الماء، فمن ثم عم جميع حيوانهم".
إضافة إلى هذا فإن الوصف الجسدي أو الشبحي للرجل الذي تجرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم يشبه إلى حد كبير ما عليه أشكال وملامح زعماء الوهابية سواء في لحيتهم الكثة وحلق رؤوسهم وغور أعينهم ونتوء جبينهم، الشيء الذي يحفز إلى إجراء دراسة ميدانية لإدراك المؤثرات الوراثية في هذا الوصف وتسلسله إلى يومنا هذا، وبالتالي توظيفها في مجال البحث العقدي والاجتماعي وسبر تغيراته.
(ج) الحكم النبوي الصريح على منطقة نجد وأهلها، وتقرير أنه لا بركة فيها ولا خير يرتجى منها، إذ سيخرج منهم مدعو النبوة الكذابون ومخربو الأمة ودجاجلة مختلفون وفتانون متوارثون. (د) عن ابن عمر قال: " ذكر النبي صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا. قال: اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا، فأظنه قال في الثالثة: هناك الزلازل والفتن وبها يطلع الشيطان".
فهذه نصوص ذات دلالات وإشارات إلى المنطقة النجدية التي ظهرت فيها الحركة الوهابية بشكل مثير ومشبوه ينبغي وضعها في الحسبان وخاصة عند ظهور محمد بن عبد الوهاب النجدي وفرض حركته على أرض الواقع.
اما زعيم هذه الحركة فهو محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد التميمي عاش فى الفترة(1115هـ - 1206هـ/ م1703- 1794م) وتقول بعض المراجع بأنه ولد سنة 1106 هـ . لكن الرأي المعمول عليه هو الأول بسبب وروده في كتب كثيرة, واستناده إلى مصادر من تأليف العرب. فكان ميلاده ببلدة العيينة الواقعة شمال الرياض ولقد نشأ في بيت علم, إذ أن والده كان من أئمة نجد وكان يأخذ بالفروع على مذهب الإمام أحمد بن حنبل وعلى هذا المسلك الفقهي نشأ ميوله.
أما بنيته الجسدية فإنه كما يقال عنه كان قويا, سليم البنية الجسدية بالإضافة إلى حدة المزاج وسرعة البداهة وقابلية الحفظ السريع ونموه سريعا وتكون أسرع لبنيته النفسية بحيث أنه قد بلغ الاحتلام قبل إتمام الإثنتي عشرة سنة, ويحكى أن أباه قد لاحظ عليه هذا السبق في النمو فقال في حقه: "رأيته أهلا للصلاة بالجماعة فزوجته في ذلك العام".
لم يكن محمد بن عبد الوهاب صاحب أطروحة أو اجتهاد في مجال الدين فليس في تاريخه ما يشير إلى شي من هذا،ما تشير إليه المراجع الوهابية هو أن ابن عبد الوهاب شذ عن العائلة وهاجر إلى البصرة في طلب العلم إلا انه طرد منها فاتجه إلى الشام ولم يوفق فيها فعاد إلى موطنه نجد بخفي حنين وعكف على دراسة كتب ابن تيمية وتلميذه ابن القيم الجوزية.
وما لبث أن وجد ضالته في هذه الكتب وفاجأ الجميع بفكرة الاستواء والتجسيم والمكانية التي تتعلق بصفات الله تعالى... وفكرة مقاومة الأضرحة والمقامات ورفض التوسل بالأولياء واعتبار ذلك صورة من صور الشرك والضلال...وهي نفس الأفكار التي أعلنها ابن تيمية من قبل وتصدى له العلماء وحاكموه وانتهى الأمر بحبسه وموته في الحبس... وما حدث لابن تيمية حدث لابن عبد الوهاب حين أعلن أفكاره حيث تصدى له والده وزجره وناهضه شقيقة سليمان وكتب رسالة يرد فيها على أفكاره.
. قال الشيخ أحمد زيني دحلان في كتابه "الدرر السنية في الرد على الوهابية صحيفة 42-43" ما نصه: "كان محمد بن عبد الوهاب الذي ابتدع هذه البدعة يخطب للجمعة في مسجد الدرعية ويقول في كل خطبه: "ومن توسل بالنبي فقد كفر"، وكان أخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب من أهل العلم، فكان ينكر عليه إنكارًا شديدًا في كل ما يفعله أو يأمر به ولم يتبعه في شىء مما ابتدعه، وقال له أخوه سليمان يومًا: كم أركان الإسلام يا محمد بن عبد الوهاب؟
فقال خمسة، فقال: أنت جعلتها ستة، السادس: من لم يتبعك فليس بمسلم هذا عندك ركن سادس للإسلام. وقال رجل آخر يومًا لمحمد بن عبد الوهاب: كم يعتق الله كل ليلة في رمضان؟ فقال له: يعتق في كل ليلة مائة ألف، وفي آخر ليلة يعتق مثل ما أعتق في الشهر كله، فقال له: لم يبلغ من اتبعك عشر عشر ما ذكرت فمن هؤلاء المسلمون الذين يعتقهم الله تعالى وقد حصرت المسلمين فيك وفيمن اتبعك، فبهت الذي كفر. ولما طال النزاع بينه وبين أخيه خاف أخوه أن يأمر بقتله فارتحل إلى المدينة المنورة وألف رسالة في الرد عليه وأرسلها له فلم ينته، سماها "الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية" وهي مطبوعة، وأخرى سماها "فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب".
وألف كثير من علماء الحنابلة وغيرهم رسائل في الرد عليه وأرسلوها له فلم ينته.
وقال له رجل آخر مرة وكان رئيسًا على قبيلة بحيث إنه لا يقدر أن يسطو عليه: ما تقول إذا أخبرك رجل صادق ذو دين وأمانة وأنت تعرف صدقه بأن قومًا كثيرين قصدوك وهم وراء الجبل الفلاني فأرسلت ألف خيّال ينظرون القوم الذين وراء الجبل فلم يجدوا أثرًا ولا أحدًا منهم، بل ما جاء تلك الأرض أحد منهم أتصدق الألف أم الواحد الصادق عندك؟ فقال: أصدق الألف، فقال له: إن جميع المسلمين من العلماء الأحياء والأموات في كتبهم يكذّبون ما أتيت به ويزيفونه فنصدقهم ونكذبك، فلم يعرف جوابًا لذلك.
وقال له رجل آخر مرة: هذا الدين الذي جئت به متصل أم منفصل؟ فقال له حتى مشايخي ومشايخهم إلى ستمائة سنة كلهم مشركون، فقال له الرجل: إذن دينك منفصل لا متصل فعمّن أخذته؟ فقال: وحي إلهام كالخضر، فقال له إذن ليس محصورًا فيك، كل أحد يمكنه أن يدعي وحي الإلهام الذي تدعيه، ثم قال له: إن التوسل مجمع عليه عند أهل السنة حتى ابن تيمية فإنه ذكر فيه وجهين ولم يذكر أن فاعله يكفر" انتهى كلام مفتي مكة...ويمكن تركيز أفكار ابن عبد الوهاب فيما يلي:
يتبع | |
|
النحلة مشرف
عدد المساهمات : 10 تاريخ التسجيل : 05/09/2009
| موضوع: رد: الحركة الوهابية الأحد يوليو 31, 2011 2:15 pm | |
| (1) فكرة الاستواء والتجسيم والمكانية التي تتعلق بصفات الله تعالى (القول ان لله جسم ويد وعين ورجل، ويجلس على العرش كجلوسنا، وينزل الى سماء الدنيا كنزول احدنا من مكان عال الى مكان اسفل وحددوا لله حدا وحيزا ومكانا ، كما جعلوا له تشبيها وتمثيلا).
(2) توحيد الألوهية فقد اعتبر أن المسلمين انحرفوا عن التوحيد، ووقعوا في الشرك وعددوا آلهة (القبور)،
(3) إنكار التوسل بالأولياء والصالحين.
(4) منع شد الرحال للمساجد أي السفر لزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وآله أو الصحابة أو أمهات المؤمنين أو غيره.( القضاء على القبور والأضرحة بارض الحجاز, حتى ولو كانت قبور الصحابة ,وآل البيت , فتم هدمها وتسويتها بالأرض , واطلاق حكم الكفر والشرك على كل من يزورهم , أو يعتنى بهم ومنع البناء على القبور وكسوتها وإنارتها)
(5) محاربة التصوف وأهله , وتكفير المتصوفين كلهم بلا تمييز , حتى ينفض الناس من حولهم , واعتبارهم عباد قبور , لاقيمة لهم ولا وزن لهم ،.
(6) محاربة الطقوس الدينية ( الموالد- الصلاة على الرسول بعد الأذان).( ازالة ومحو الأعياد والمناسبات والموالد , واعتبارها من البدع التى أحدثت فى الاسلام على غير مثال سابق , واعتبار أصحابها أو من يؤيدها ويدعو اليها ، مبتدعا , ضالا , أحدث فى الدين ما ليس منه , بما فى ذلك مناسبات تهم المسلمين عامة , مثل الاسراء والمعراج والمولد النبوى , وعاشوراء وليلة النصف من شعبان , وليلة القدر , وبداية العام الهجرى , وغيره)
(7) القضاء على الذكر الجماعى بأى شكل من الأشكال سواءا دراسة العلم , أو قراءة القرآن , أو حتى تكبيرات العيدين وختام الصلوات , والدعاء للميت على القبر بعد دفنه وهذه الأفكار عدتها المراجع الوهابية بمثابة أهداف قامت الحركة الوهابية من اجل تحقيقها. ويظهر من هذه الأفكار مدى بعدها عن السياسة والإصلاح والنهوض بالأمة في تلك الفترة كانت تتربص بها القوى الاستعمارية، لم ينشغل ابن عبد الوهاب كثيرا بما كان يشغل بال المسلمين في ذلك الظرف التاريخي من مجابهة التحدي المسيحي الأوروبي، بل كان فكره نتيجة مباشرة للمؤثرات البيئية التي نشأ فيها، فقد ترعرع ابن عبد الوهاب في البادية، حيث البُنَى الاجتماعية والإنتاجية بسيطة، والمؤثرات الأجنبية الوافدة قوية (الجاسوس البريطانى همفر)، وهي ظروف مناسبة لنشأة فكرة لا تتطلب حلولاً تركيبية ولا إضافات جديدة. لذلك كانت السمات العامة للفكر الوهابي هي: أحادية الطرح. لذلك اعتبر الوهابيين هذه الافكار فيصلا بين الحق والباطل والشرك والتوحيد وعلى أساسها اصطدموا بالعلماء في زمانهم مما كانت نتيجته طرد محمد بن عبد الوهاب من نجد ليفر منها إلى العينية التي طرد منها أيضا ليتلقفه محمد ابن سعود أمير الدرعية.
وقد وجد ابن سعود في دعوة ابن عبد الوهاب الغطاء الشرعي الذي يمكن من خلاله تحقيق حلمه بالسيطرة على الجزيرة العربية ليكون حاكمها الأوحد. من هنا قام ابن سعود بترتيب اتفاقية مع ابن عبد الوهاب ذكرتها المصادر الوهابية بشيء من الفخر والاعتزاز:- قال ابن سعود: ابشر بالخير والعز والمنعة.
قال ابن عبد الوهاب: وأنت ابشر باليمن والغلبة على جميع بلاد نجد. قال ابن سعود: ابشر بالنصر لما أمرت به والجهاد لمن خالف التوحيد ولكن اشترط عليك شرطين:
الأول: إذا نحن قمنا بنصرك وفتح الله لنا ولك البلاد لا ترحل عنا ولا تستبدلنا بغيرنا..
الثاني: إن لي على أهل الدرعية خراجا آخذه منهم في وقت اقتطاف الثمار فلا تمنعني عن استيفائه منهم.
قال ابن عبد الوهاب: أما الأولى فامدد يدك لأبايعك... فمدها له وقبض عليها قائلا: الدم الدم والهدم الهدم.. وأما الثانية لعل الله يفتح لنا الفتوحات فيعوضك من الغنائم ما هو خير منها.. قال ابن سعود: لقد حللت أيها الشيخ في بلد خير من بلدك فلا تخش أعداء الله ولو انطبقت علينا نجد كلها ما أخرجناك عنا.
هذا نص الاتفاق بين ابن سعود وابن عبد الوهاب كما ذكرته مصادر الوهابية وهو اتفاق على ما هو ظاهر موجه ضد المسلمين وليس ضد أعداء المسلمين. وقد كشفت المصادر التاريخية المجازر الوحشية والجرائم البشعة التي ارتكبها الوهابيون بسيوف السعوديين ضد المخالفين من المسلمين الذين رفضوا قبول الوهابية والتسليم لابن سعود.
ولما كثرت جرائم الوهابيين في جزيرة العرب واستفحل أمرهم استنجد الخليفة العثماني بمحمد علي في مصر ليجهز حملة لتأديب هؤلاء البدو المارقين... وكان أن دخلت القوات المصرية جزيرة العرب بقيادة سوسون ونجحت في القضاء على الوهابيين ودخلت عاصمتهم الدرعية وفر أبناء سعود وسقطت الدولة السعودية الأولى وعادت القوات المصرية إلى قواعدها.
إلا أن الوهابيين عادوا إلى ساحة الجزيرة العربية من جديد وفرضوا نفوذهم وبسطوا سيطرتهم وقضوا على خصومهم وذلك بمساعدة الإنجليز الذين بدأت طلائعهم في الظهور بالمنطقة العربية. وتمكن عبد العزيز آل سعود من تأسيس الدولة السعودية الثانية التي أعلنها مملكة.
من هذا يضطح أن الوهابية لم تكن مذهبا فكريا أوعقديا محضا، وإنما هي حركة جعلت من توجهها العقدي والفقهي قاعدة للحكم والتصرف السلطوي، وذلك من خلال الاتفاق التأسيسي للدولة الوهابية الذي تم بين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن مسعود، وهو اتفاق بين سلطة اللسان وسلطان السنان على صورة مشبوهة وذات خلفيات غامضة! بدءا من عهد التأسيس الأول إلى العهد الثاني للدولة السعودية المعاصرة، وبذلك يتبين مدى تأثير المال والسلطان على التوجه المذهبي وتحفظاته في الحركة الوهابية، من حيث تفاعله إيجابا أو سلبا مع هذه الطفرة النوعية التي عرفها المجتمع ماديا بعدما عرف طفرة الوهابية المذهبية في العهد الأول وتطلعاتها لكي تصبح مذهبا عالميا تتدخل في توجهات ومذهبيات المجتمعات الإسلامية حيثما وجدت، وبمزاحمتها تحت غطاء ونشر العقيدة السلفية حسب زعم الوهابيين وذلك عن طريق التمويه الجدلي والإغراء المالي.
لذلك نجد ان مذهبية الحركة الوهابية لم تكن مجرد مذهبية شخص أو عالم فقيه فقط، وإنما هي مذهبية شعب ومجتمع يكرسها عقيدة وسلوكا وسياسة في الداخل والخارج، وبذلك أصبحت تمثل حركة يساهم في تأسيس برامجها ومناهجها رجال الفقه والسياسة والاقتصاد وما إلى ذلك ويؤكد ماذكرناه ما ورد فى مذكرات المستر همفر الجاسوس البريطاني الذي أوفدته وزارة المستعمرات البريطانية إلى العالم الإسلامي :يقول في المقدمة بالحرف الواحد :
" أوفدتني وزارة المستعمرات ومعي تسعة معاونين آخرون سنة 1710 إلى كل من مصر والعراق وطهران والحجاز والأستانة بعد أن تلقينا تدريباً واسعاً في سبل المخابرات والجاسوسية ، وتشمل دراسة لغات تلك البلاد ودين الإسلام وحفظ الكثير من القرآن والحديث النبوي .
لقد تأكد للساسة البريطانيين أن العائق الوحيد للاستعمار البريطاني في هذه المنطقة الحيوية في طريق الهند هو دين الإسلام ، وأن السبيل الوحيد لإخضاع تلك الشعوب والتغلب عليها هو تمزيق الإسلام من الداخل وبث الفتن بين المذاهب المختلفة وأهم من هذا هو تحريف المبادئ والقيم التي قام عليها هذا الدين " .
وقد أخذ مستر همفر وزملاؤه والجواسيس التسعة يتنقلون من بلد إلى بلد في ظل الخلافة العثمانية ، ولكي يسهل عليهم التدخل والتحريف في دين الإسلام أعلنوا إسلامهم ، وقد سمى نفسه " محمد عبد الله همفر " .
وكان همفر يبحث عن زعيم عربي مسلم ليحقق أهدافه عن طريقه ، وتكون أهم صفاته الغرور ، والاستهتار بالناس والقيم والانفراد بالسلطة ، وقد وجد ضالته في الزعيم النجدي الناشئ محمد بن عبد الوهاب مؤسس المذهب المسمى باسمه " الوهابية " ، فتقرب منه حتى تآخيا في الدين ، وكان أول امتحان للصداقة أن أغراه بالجنس ؛ بإمرأة إنجليزية جميلة وطلب منه أن يصدر فتوى أن زواج المتعة لم يحرم في الإسلام وأن الذي حرمه عمر بن الخطاب وهو لا حق له في التحريم بعد الرسول، فأصدر الفتوى دون تردد ، وفي الحال اختارت له وزارة المستعمرات إمرأة من المجندات لخدمة الإمبراطورية ، واشترط أن يكون الزواج سراً لا يعلم به أحد وقد سماها (صفية) وقد استمتع بها أسبوعاً حسب عقد الزواج ، ولكن لأنها خبيرة بالجنس ومدربة فقد أعجب بها واحتفظ بها حتى بعد زواجه بأربع بدويات. وكانت مكلفة من همفر ووزارة المستعمرات بالسيطرة عليه وتوجيهه ونقل كل أخباره وأفكاره والإيحاء له بما يريدون .
ثم يعلق همفر : " عندما التمست فيه هذا الغرور الجاهل وجدت فيه ضالتي لتمزيق الإسلام وزرع الفتن بين المسلمين فبدأت أنفخ فيه باستمرار وأؤكد له أنه أكثر موهبة وذكاء من علي وعمر وأن الرسول لو كان في عصرنا لاختاره خليفة له دونهما " .
ومن التمثيليات العجيبة التي يرويها (همفر) أن بن عبد الوهاب : دخل على همفر في مجلسه وحوله حشد من أتباعه وحزبه وهو يبكي ، فاستغربوا جميعاً لذلك وقال له بن عبد الوهاب : ما يبكيك يا عبد الله ؟ ، فقال لهم : رأيت رؤيا أن رسول الله كان جالساً في مجلسكم هذا وأن الشيخ بن عبد الوهاب قد دخل عليه فقام له إكباراً واحتراماً ورحب به ترحيباً لم نره على أحد !! وقال للجميع : هذا هو خليفتي على المسلمين جميعاً وعليكم جميعاً بطاعته ، ولو كان في عهدي لأوصيت له بالخلافة بدلاً من أبى بكر وعمر ، فقد آتاه الله الحكمة والعدل ! ، وهنا أخذ عبد الوهاب يصيح : الله أكبر الله أكبر ، هذه رؤيا صادقة أراكها الله يا عبد الله جزاء على إسلامك ! .
وأخذوا جميعاً يسألونه عن شكل الرسول كما رآه في منامه وكان يحفظ بهذه الصفات كما قرأها في الكتب فصدقوه وأخذوا يقبلونه ، وإمعانا في التضليل والتمثيل أخذ همفر يصيح فيهم قائلاً : " نأمل جميعاً في تجديد الإسلام على يدي بن عبد الوهاب فهو المنقذ الوحيد في انتشال الإسلام من هذه السقطة " .
بهذا النفخ المستمر أخذ يغير في الكثير من تعاليم الإسلام وفى الفتاوى والمفاهيم ، بل سمح لأتباعه بأن يفسروا القرآن كما يشاءون وهم جميعاً لم يتجاوزوا في تعليمهم مرحلة الكُتاب . و بدأت الفتنة بأن أعلن أن جميع المسلمين أصبحوا كفاراً ومرتدين عن الإسلام وأن عليه قتالهم كما يُجاهَد المشركون ، وأخذ يغير بجيشه على القبائل المحيطة به في نجد والحجاز . ويقتل الرجال ويستحي النساء ويغتنم الأموال ، وكانت حجته في ذلك كما يقول مؤرخو الوهابية أنهم قد فشا فيهم الشرك.
وأخطر ما فعله الوهابيون لتمزيق الإسلام هو بث الفتنة والوقيعة بين طوائف المسلمين ولكن الأخطر من هذا كله هو تشويه الإسلام من الداخل بالتفسير الجاهل والمضلل للقرآن . ثم هناك كارثة الأحاديث الموضوعة والضعيفة التي يحيونها ويستشهدون بها في كل مناسبة، وحتى لا يكون لأحد عليه حجة أو دليل فقد قام بإحراق كتب السلف الصالحين وعلماء الفقه والشريعة في الحجاز وفي نجد وذلك حتى لا يبقى هناك فكر أو علم غير الوهابية .
وللأسف الشديد منذ ظهور البترول في ارض الحجاز أصبحت الصدقات والزكاة -وهي أموال بالبلايين- تؤول إلى الوهابيين بأمل أن يوجهوها إلى المشروعات الخيرية في العالم الإسلامي كبناء المدارس والجامعات ودور الإيواء وإنقاذ فقراء المسلمين في أنحاء العالم ، ولكنهم بدلاً من ذلك حولوها إلى الدعاية للوهابية هذا المذهب الأعور فطبعوا فتاويهم وأفكارهم المتخلفة في كتيبات صغيرة وفي شرائط صوتية توزع بالمجان في أنحاء العالم ، وهي كلها أفكار من السذاجة والبدائية و الفتاوى الشاذة بحيث تجعل غير المسلمين يسخرون من دين الإسلام وحتى من رسول الإسلام، وما الرسوم الساخرة التي ظهرت في الجرائد الأوروبية إلا نتيجة لهذا الفكر الوهابي .
فليعلم المخدوعين والمغرر بهم فى أى مكان فى العالم الاسلامى , الذين يقفوا فى وجه الناس قائلين – هذه بدعة وهذه ضلالة , وهذا شرك وكفر , فليعلموا أنهم جزء من لعبة سياسية كبرى , تدار بأصابع خفية من داخل وخارج العالم الاسلامى.
ونرى ان الدعوة الوهابية أخطأت خطأ تاريخيا لايغتفر ولا يمكن علاجه , الا بالتوبة منه والرجوع عنه رجوعا كاملا , بعد الاعتراف به بشجاعة ، هذا الخطأ باختصار هو: اختطاف الدين الاسلامى كله وتسخيره لهدفهم ،فقررت الحركة الوهابية القضاء على كل مايرمز للدين الاسلامى كما اشرنا اعلاه. و جعلوا هذه الخيارات الفقهية هى الاسلام الصحيح ولا شيء غيره , وأى فتوى على غير ما قالوه هى بدعة وضلالة وفى النار ، والخطأ أنهم صادموا بهذا المذهب , الكتاب والسنة , والآثار , وعمل الأمة كلها ،وكابروا , وأدى بهم هذا الى :
| |
|
النحلة مشرف
عدد المساهمات : 10 تاريخ التسجيل : 05/09/2009
| موضوع: رد: الحركة الوهابية الأحد يوليو 31, 2011 2:28 pm | |
| 1- ظهار والتأكيد على أدلة معينة واخفاء غيرها , واذا لم يمكن اخفاءها ، عملوا على تضعيفها , وتوهينها بكل الطرق , ونتيجة ذلك ( تدمير علم الحديث والجرح والتعديل , والتضعيف والتصحيح تبعا للرغبة والهوى )
2 - الحذف والتحريف والتغيير والتبديل فى الكتب التراثية لعلماء الأمة , فى طبعات فاخرة ملونة , تخطف الأبصار
3- استخدام الأموال فى نشر هذا المذهب فى الأمة , والعمل على اختراق وهدم المعاهد السنية الكبرى فى العالم الاسلامى , وتحويلها الى مذهبهم قسرا , عن طريق ضعفاء النفوس
إن الوهابية في الأصل هي طائفة مبتدعة وبحمد الله قد بدأت هذه الطائفة الاثمة في الإنقسام فهم الأن ينقسمونَ انقساماتٍ كبيرة ، كلُّ طائفةٍ تبدّعُ الطائفة َ الأخرى ، ولا يزالونَ إلى هذا اليوم ِ في انقسام ٍ ، وتشرذم ٍ ، كما كانَ حالُ المعتزلةِ ، والذين تشرّذموا في فترةٍ وجيزةٍ ، وانقسموا إلى عشراتِ الفرق ِ، كلُّ أمّةٍ منهم تلعنُ أختها ، وتصفُها بصفاتِ السوءِ ، وتُعلنُ عليها العِداءَ والحربَ ! ..
فظهر منهم الكثير من الفرق والطوائف فحصر طوائف الوهابية الأن يصعب على الباحث،وهذه المواضيع تظهر مدى الفحش ومدى إنشقاق هذه الطائفة المسماه بالوهابية السلفية حتى على أنفسهم فانقلب السحر على الساحر وأصبح كلاً منهم يكفر ويبدع الأخر. وكل فرق من فرق الوهابية تقول عن نفسها أنها الفرقة الناجية وهذا ما يزيدك حيرة وكلهم يدعي وصلاً بليلى. ولا نعلم إلي الأن من هى الفرقة الناجية من فرق الوهابية الحالية.
وهناك من يقول هناك طرق صوفية متعددة فنقول له سر تعدد الطرق الصوفية أن الطرق الصوفية في حقيقتها هي اجتهاد في أقرب الطرق الموصلة إلى الله تعالى، وتعدد تلك الطرق بتعدد تلك الاجتهادات ، وقد قالوا : إن الطرق الموصلة إلى الله تعالى متعددة بتعدد أنفاس الخلق، وعللوا ذلك بقولهم : " إن الله تعالى جعلها كذلك لتنوع الاستعدادات، وذلك رحمة منه وفضلاً، إذ لو كانت طريقاً واحدة مع اختلاف الأذهان والعقول وقوة الاستعدادت وضعفها لم يسلكها إلا واحداً بعد واحد، ولكن لما اختلفت الاستعدادات جعلت الطرق متنوعة، ليسلك كل امرئ إلى ربه على قدر ما يقتضيه استعداده".
ولا اختلافات بينهم ولا رمي بالشرك والبدعة وكلهم في طريق الله سائرون ومن معية واحده كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ولكن ما هو سر تعدد فرق السلفية أو الوهابية أو سمها بما شئت، وهم يدعون أن الفرقة الناجية واحدة ، وهي ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وأن من صفاتهم المختصة بهم عدم تفرقهم ، فلماذا آل الحال بـ " الفرقة الناجية " في زماننا إلى التشرذم والتفرق وتبديع بعضهم بعضا بل وتكفير بعضهم بعضا ، وما حواراتهم ورسائلهم الذهبية ومناصحاتهم عن الامة الاسلامية خافية .
فهلا بسط لنا احد الوهابية سر ذلك ؟ أو هلا عينوا لنا من تلك الفرق والطوائف أيهن تستحق لقب الفرقة الناجية؟ لان كل هذه الفرق تقول أنها هي الفرقة الناجية فأي واحدة منها هي التي على الكتاب والسنة؟ وهل ينطبق عليها قول الله: ((وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)) سورة الأنعام.
فالمسألة بحق مرتبطة بواقع نعيشه فالخلاف في المنهج الذي شاع وذاع حتى وصل بهم الحد إلى التبديع والتضليل و منهج المدخلي مثلا لا يوافق منهج الألباني ومنهج امان الجامي لا يوافق منهج سفر الحوالي ومنهج فالح الحربي لا يوافق منهج ربيع المدخلي وما حديث الإرجاء عنا ببعيد وتلك الضجة المثارة بين السلفيين فيه و قصة الشيخ الحلبي مع مشايخه من السلفية الذين يصدرون فتاوى بتدليسه وأن منهجه مخالف لمنهج سلفنا الصالح وما حكاية وحكاية .... والحرب الضروس بين المدخلية(تتبع ربيع بن هادى من اهل نجران) والحربية(تتبع فالح الحربى) أو الفركوسية (تتبع فركوس الجزائري) والبازية(تتبع عبدالعزيز ابن باز) والألبانية(تتبع محمد ناصر الدين الألباني) والمغرواية(تتبع محمد عبدالرحمن المغراوي) والنجمية(تتبع أحمد النجمى) الجامية ( تتبع محمد امان الجامي الحبشي) الشكرانية ( تتبع مراد شكري المصري) ......واللائحة لا أعتقد أنها تخفى على انسان.
ونظرًا لمكابرة البعض عن هذه الحقيقة حاول بعضهم اللف والدوران ليقول أن المقصود نجد العراق وليس نجد الجزيرة العربية ..
وها هى الاحاديث تؤكيد في ان قرن الشيطان في نجد الحجاز عن ابى سعيد الخدرى قال:بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم قسما قال بن عباس,كانت غنائم هوازن يوم حنين.إذ جاءه رجل من تميم مقلص الثياب ذو شيماء,بين عينيه أثرالسجود فقال:أعدل يارسول الله , فقال عليه الصلاة والسلام:ويلك ومن يعدل إذ لم أعدل؟!قد خبثت وخسرت إن لم أكن أعدل .ثم قال:يوشك ان يأتى قوم مثل هذا يحسنون القيل ويسيئون الفعل ,هم شرار الخلق والخليقة.ثم وصف صلى الله عليه وسلم صلتهم بالقرآن فقال:{يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه فى شىء,يقرأون القرآن لايجاوز تراقيهم,يحسبونه لهم وهو عليهم) ثم كشف النقاب عن عبادتهم المغشوشة فقال:{ليس قرائتكم إلى قرائتهم بشىء ولاصلاتكم إلى صلاتهم بشىء ولاصيامكم إلى صيامهم بشىء{ ثم أزاح النبى صلى الله عليه وسلم عن اهدافهم فقال:{يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية )والرجل الذي قال اعدل صفاته"( حالق الرأس وأزراره إلى نصف ساقه"فقد كن غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناشز الجبهة، كث اللحية، محلوق الرأس، مشمر الإزار،بين عينيه أثر السجود..ثم ذكر النبى صلى الله عليه وسلم علامتهم المميزة فقال :{يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان{ ثم طالبنا رسول الله إذالقيناهم أن نقاتلهم فقال:(فمن لقيهم فليقاتلهم فمن قتلهم فله أفضل الأجر ومن قتلوه فله الشهادة) رواه البخارى ومسلم. والرجل المشار اليه هوذو الخويصرة التميمى من قبيلة تميمى أصل محمد بن عبد الوهاب.
اذن فالوهابية النجدية هي الفتنة التي حذّر منها الرسول – صلى الله عليه واله وسلم -, فقد أخرج البخاري, الحديث 6565, عن ابن عمر قال : ذكر النبي صلى الله عليه واله وسلم " اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا " قالوا يا رسول الله وفي نجدنا. قال : "اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا". قالوا " يا رسول الله وفي نجدنا فأظنه قال في الثالثة " هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان"
فقد أخرج الامام مسلم في صحيحه في باب " تفاضل أهل الإيمان فيه، ورجحان أهل اليمن فيه " برقم (81 - (51) ) ، فقال : (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة . ح وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي . ح وحدثنا أبو كريب حدثنا ابن إدريس كلهم عن إسماعيل بن أبي خالد . ح وحدثنا يحيى بن حبيب الحارثي ، واللفظ له حدثنا معتمر ، عن إسماعيل ، قال : سمعت قيسا يروي عن أبي مسعود قال : أشار النبي صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن ، فقال : " ألا إن الإيمان ههنا ، وإن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين ، عند أصول أذناب الإبل ، حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر".)
وهذا من أصرح الاحاديث في ان قرن الشيطان في نجد الحجاز ، فقد ذكر قبيلتي ( ربيعة ومضر ) وهما في الحجاز وليسا في العراق ..
وهناك عدة أحاديث ساقها الامام مسلم والبخاري وغيره تدل على ان قرن الشيطان في نجد الحجاز ، ولكن هذا من أصرحها وأوضحها ..
ومعنى قول عليه الصلاة والسلام (قرن الشيطان) قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13/46) (قوله قرن الشمس ويحتمل أن يريد بالقرن قوة الشيطان وما يستعين به على الإضلال وهذا أوجه وقيل إن الشيطان يقرن رأسه بالشمس عند طلوعها ليقع سجود عبدتها له قيل ويحتمل أن يكون للشمس شيطان تطلع الشمس بين قرنيه). وفي تحفة الأحوذي (10/315) (( قرن الشيطان( أي حزبه وأهل وقته وزمانه وأعوانه ذكره السيوطي وقيل يحتمل أن يريد بالقرن قوة الشيطان وما يستعين به على الإضلال ).
والصلاة والسلام على سيد الانام | |
|