المنتدى القادرى
أعزاءنا الزوار ,مرحبا بكم، نود ان نلفت إنتباهكم بان تسجيل الدخول بعضوية ضروري لتتمكن من مشاهدة المواضيع الحصرية , فنرغب منكم ان تشاركونا بمشاركاتكم و مواضيعكم !
تفضلوا بالتسجيل
مع تحيات ادارة المنتدى القادرى
المنتدى القادرى
أعزاءنا الزوار ,مرحبا بكم، نود ان نلفت إنتباهكم بان تسجيل الدخول بعضوية ضروري لتتمكن من مشاهدة المواضيع الحصرية , فنرغب منكم ان تشاركونا بمشاركاتكم و مواضيعكم !
تفضلوا بالتسجيل
مع تحيات ادارة المنتدى القادرى
المنتدى القادرى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى القادرى

العقيدة + التصوف + القصص + الثقافةوالادب
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
إن المريد عندما يأتي لسلوك الطريقة ويتتلمذ على يد شيخه فينبغي أن يبدأ بالاستغفار والتوبة إلى الله تعالى فكان لابد على كل من يريد أن يسير إلى الله تعالى أن يصلح ما بينه وبين الله فينبغي أن يتوب إلى الله تعالى ويصلح من حاله مع الله ليبدأ حياة جديدة مع الله بدون ذنوب ولا معاصي فلا يليق بمن يريد أن يقف بين يدي ربه أن يلبس ثياب نجسة أو مسروقة أو مغصوبة بل ينبغي أن يتطهر وكذلك من أراد السير إلى الله ينبغي أن يتطهر من الذنوب والمعاصي والسبيل إلى ذلك كما جاء في أخبار كثيرة ونصوص صحيحة هو الاستغفار والتوبة . ومن هنا اتخذ الصالحون الاستغفار بداية للعهد والبيعة واختاروها بهذه الصيغة أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

 كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 13

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشريف مالك
مشرف
مشرف
الشريف مالك


عدد المساهمات : 31
تاريخ التسجيل : 04/09/2009

كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 13 Empty
مُساهمةموضوع: كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 13   كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 13 I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 02, 2009 12:46 pm

بـسـم الله الـرحـمـن الـرحـيـم
الـحـمـد لله رب الـعـالـمـيـن و الـصـلاة و الـسـلام عـلـى أشـرف الأنـبـيـاء و الـمـرسـلـيـن
ســـيـدنـا و مـولانـا حـبـيـبـنـا و قـرة أعـيـنـنـا مـحـمـد و عـلـى آلــه و صـحـبـه أجـمـعـيـن



المجلس

الـثـالـث عـشــر




و قـال رضـي الله تـعـالـى عـنـه ، يـوم الـثـلاثـاء عـشــيـة بـالـمـدرســة رابـع ذي الـقـعـدة ســنـة خـمـس و أربـعـيـن و خـمـسـمـائـة :


يـا غـلام ، قـدِّم الآخـرة عـلـى الـدنـيـا فـإنـك تـربـحـهـمـا جـمـيـعـاً ، و إذا قـدّمـت الـدنـيـا عـلـى الآخـرة خـســرتـهـمـا جـمـيـعـاً ، عـقـوبـة لـك . كـيـف اشــتـغـلـت بـمـا لـم تـؤمـر بـه ! إذا لـم تـشـتـغـل بـالـدنـيـا أمـدّك الله عـزَّ و جـلَّ بـالـمـعـونـة عـلـيـهـا ، و رزقـك الـتـوفـيـق وقـت الأخـذ مـنـهـا ، و إذا أخـذت مـنـهـا شــيـئـاً وضـعـت فـيـه الـبـركـة . الـمـؤمـن يـعـمـل لـدنـيـاه و آخـرتـه ، يـعـمـل لـدنـيـاه بـلـغــتـه ، بـقـدر مـا يـحـتـاج إلـيـه ، يـقـنـعـه مـنـهـا كـزاد الـراكـب ، لا يـحـصّـل مـنـهـا الـكـثـيـر .

الـجـاهـل كـل هـمّـه الـدنـيـا ، و الـعـارف كـلّ هـمّـه الآخـرة ثـم الـمـولـى . إذا حـصـل بـيـن يـديـك رغـيـف مـن الـدنـيـا و نـازعـتـك نـفـســك و طـلـبـت الـشــهـوات ، فـانـظـر حـيـنـئـذ إلـى مـن لا يـقـدر عـلـى كـســرة ، فـإنـه لا فلاح لـك حـتـى تـبـغـض نـفـســك و تـعـاديـهـا فـي جـانـب الـحـق عـزَّ و جـلَّ . الـصـدّيـقـون يـعـرف بـعـضـهـم بـعـضـاً ، يـشــمّ كـل واحـد مـنـهـم رائـحـة الـقـبـول و الـصـدق مـن الآخـر . يـا مـعـرضـاً عـن الـحـق عـزَّ و جـلَّ ، و عـن الـصـديـقـيـن مـن عـبـاده ، مـقـبـلاً عـلـى الـخـلـق مـشــتـركـاً بـهـم ، إلـى مـتـى إقـبـالـك عـلـيـهـم ؟ أيـش يـنـفـعـونـك! لـيـس بـأيـديـهـم ضـرر و لا نـفـع ، و لا عـطـاء و لا مـنـع ، لا فـرق بـيـنـهـم و بـيـن ســائـر الـجـمـادات .

فـيـمـا يـرجـع إلـى الـضـرر و الـنـفـع ، الـمـلـك واحـد ، الـضـار واحـد ، الـنـافـع واحـد ، الـمـحـرِّك و الـمـســكـِّـن واحـد ، الـمـسـلـّـط واحـد ، الـمـســخـّـر واحـد ، الـمـعـطـي واحـد و الـمـانـع واحـد ، الـخـالـق و الـرازق هـو الله عـزَّ و جـلَّ . هـو الـقـديـم الأزلـي الأبـدي ، هـو مـوجـود قـبـل الـخـلـق ، قـبـل آبـائـكـم و أمـهـاتـكـم و أغـنـيـائـكـم ، هـو خـالـق الـســمـوات و الأرض و مـا فـيـهـنّ ، و مـا بـيـنـهـمـا ، لـيـس كـمـثـلـه شــئ و هـو الـســمـيـع الـبـصـيـر . وااســفـاً عـلـيـكـم يـا خـلـق الله ، مـا تـعـرفـون خـالـقـكـم حـق مـعـرفـتـه .

إن كـان لـي فـي الـقـيـامـة شـئ عـنـد الله عـزَّ و جـلَّ ، لأحـمـلـنّ أثـقـالـكـم مـن أوّلـكـم إلـى آخـركـم . يـا مـقـرئ اقـرأ عـلـيّ وحـدي مـن دون أهـل الـســمـوات و الأرض . كـل مـن يـعـمـل بـعـلـمـه صـار بـيـنـه و بـيـن الله عـزَّ و جـلَّ بـاب يـدخـل قـلـبـه مـنـه عـلـيـه . و أمـا أنـت يـا عـالـم مـشــتـغـل بـالـقـال و الـقـيـل ، و جـمـع الـمـال عـن الـعـمـل بـعـلـمـك ، فـلا جـرم يـقـع بـيـدك مـنـه ، الـصـورة دون الـمـعـنـى .

إذا أراد الله تـعـالـى بـعـبـدٍ مـن عـبـيـده خـيـراً عـلـّـمـه ، ثـم ألـهـمـه الـعـمـل و الإخـلاص ، و مـنـه أدنـاه ، و إلـيـه قـرّبـه و عـرّفـه و عـلـّـمـه عـلـم الـقـلـوب و الأســرار ، مـخـتـارة لـه دون غـيـره ، يـجـتـبـيـه كـمـا اجـتـبـى مـوســى عـلـيـه الـســلام و قـال لـه : ( اصْـطـّـنـَـعْـتـُـكَ لِـنـَـفـسِـي ) لا لـغـيـري ، لا لـلـشــهـوات و الـلـذات و الـتـرهـات ، و لا لـلأرض و لا لـلـســمـاء ، لا لـلـجــنـة ولا لـلـنـار ، لا لـلـمـلـك و لا لـلـهـلـك ، لا يـقـيّـدك شــئ عـنـي و لا يـشــغـلـك شــاغـل غـيـري ، و لا تـقـيّـدك عـنـي صـورة ، و لا تـحـجـبـك عـنـي خـلـيـقـة ، و لا تـغــنـيـك عـنـي شــهـوة .

يـا غـلام ، لا تـيـأس مـن رحـمـة الله عـزَّ و جـلَّ بـمـعـصـيـة ارتـكـبـتـهـا ، بـل اغـســل نـجـاســة ثـوب ديـنـك بـمـاء الـتـوبـة و الـثـبـات عـلـيـهـا ، و الإخـلاص فـيـهـا ، و طـيّـبـه و بـخـّـره بـطـيـب الـمـعـرفـة . احـذر مـن هـذا الـمـنـزل الـذي أنـت فـيـه ، فـإنـك كـيـفـمـا الـتـفـتَّ فـالـســبـاع حـولـك ، و الأذايـا تـقـصـدك . تـحـوّل عـنـه و ارجـع إلـى الـحـق عـزَّ و جـلَّ بـقـلـبـك .
لا تـأكـل بـطـبـعـك و شــهـوتـك و هـواك . لا تـأكـل إلا بـشــاهـدَيْـن عـدلـَـيْـن و هـمـا الـكـتـاب و الـســنـة ، ثـم اطـلـب شــاهـديـن آخـريـن و هـمـا قـلـبـك و فـعـل الله عـزَّ و جـلَّ . لا تـكـن كـحـاطـب الـلـيـل يـحـطـب و لا يـدري مـا يـقـع بـيـده ، يـكـون الـخـالـق و الـخـلـق هـذا شــئ لا يـجـئ بـالـتـحـلـّـي و الـتـمـنـّـي و الـتـكـلـّـف و الـتـصـنـّـع ، و لـكـن هـو شــئ وقـر فـي الـصـدر ، و صـدّقـه الـعـمـل ، أي عـمـل الـعـمـل الـذي أريـد بـه وجـه الله تـعـالـى.


يـا غـلام ، الـعـافـيـة فـي تـرك طـلب الـعـافـيـة ، و الـغـنـى فـي تـرك طـلـب الـغـنـى ، و الـدواء فـي تـرك طـلـب الـدواء . كـلّ الـدواء فـي الـتـســلـيـم إلـى الـحـق عـزَّ و جـلَّ ، و قـطـع الأســبـاب و خـلـع الأربـاب مـن حـيـث قـلـبـك ، الـدواء فـي تـوحـيـد الله عـزَّ و جـلَّ بـالـقـلـب لا بـالـلـســان فـحـســب . الـتـوحـيـد و الـزهـد لا يـكـونـان عـلـى الـجـســد و الـلـســان . الـتـوحـيـد فـي الـقـلـب ، و الـزهـد فـي الـقـلـب ، و الـتـقـوى فـي الـقـلـب ، و الـمـعـرفـة فـي الـقـلـب ، و الـعـلـم بـالـحـق عـزَّ و جـلَّ فـي الـقـلـب ، مـحـبـة الله عـزَّ و جـلَّ فـي الـقـلـب ، و الـقـرب مـنـه فـي الـقـلـب .

كـن عـاقـلاً لا تـتـهـوّس ، و لا تـتـصـنـّـع و لا تـتـكـلـّـف . أنـت فـي هـوس و تـصـنـع و تـكـلـف و كـذب و ريـاء و نـفـاق ، كـلّ هـمّـك اسـتـجـلاب الـخـلـق إلـيـك . أمـا تـعـلـم أنـك كـلـمـا خـطـوت بـقـلـبـك خـطـوة إلـى الـخـلـق ، بـعـدت مـن الـحـق عـزَّ و جـلَّ ! تـدعـي أنـك طـالـب الـحـق عـزَّ و جـلَّ و أنـت طـالـب الـخـلـق . مـثـلـك مـثـل مـن قـال أريـد أن أمـضـي إلـى مـكـة ، و تـوجّـه إلـى خـراســان، فـبـعـد مـن مـكـة . تـدّعـي أن قـلـبـك قـد خـرج مـن الـخـلـق ، و أنـت تـخـافـهـم و تـرجـوهـم . ظـاهـرك الـزهـد و بـاطـنـك الـرغـبـة ، ظـاهـرك الـحـق و بـاطـنـك الـخـلـق .

هـذا أمـر لا يـجـئ بـلـقـلـقـة الـلـســان ، هـذه الـحـالـة لـيـس فـيـهـا خـلـق و لا دنـيـا و لا آخـرة ، و لا مـا ســوى الله عـزَّ و جـلَّ . فـي الـجـمـلـة هـو واحـد و لا يـقـبـل إلا واحـداً ، واحـد لا يـقـبـل الـشــريـك ، فـإنـه يـدبـر أمـرك ، و اقـبـل مـا يـقـال لـك . الـخـلـق عـجـزة لا يـضـرّونـك و لا يـنـفـعـونـك ، إنـمـا الـحـق عـزَّ و جـلَّ يـجـري ذلـك عـلـى أيـديـهـم ، فـعـلـه يـتـصـرّف فـيـك و فـيـهـم ، جـرى الـقـلـم فـي عـلـم الله عـزَّ و جـلَّ بـمـا هـو لـك و عـلـيـك

الـمـوحِّـدون الـصـالـحـون حـجّـة الله عـلـى بـقـيـة الـخـلـق . مـنـهـم مـن يـتـعـرّى عـن الـدنـيـا مـن حـيـث ظـاهـره و بـاطـنـه ، و مـنـهـم مـن يـتـعـرّى عـنـهـا مـن حـيـث بـاطـنـه فـحـســب ، لا يـرى الـحـق عـزَّ و جـلَّ عـلـى بـواطـنـهـم مـنـهـا شــيـئـاً ، تـلـك الـقـلـوب الـصـافـيـة . مَـن قـدر عـلـى هـذا فـقـد أعـطـي الـمـلـك مـن الـخـلـق ، هـو الـشــجـاع الـبـطـل ، الـشــجـاع مـن طـهـر قـلـبـه مـمـا ســوى الله عـزَّ و جـلَّ و وقـف عـلـى بـابـه بـســيـف الـتوحـيـد و صـمـصـامـة الـشــرع ، لا يـخـلـّـي شــيـئـاً مـن الـمـخـلـوقـات يـدخـل إلـيـه ، يـجـمـع قـلـبـه بـمـقـلـّـب الـقـلـوب .

الـشــرع يـهـذب الـظـاهـر ، و الـتـوحـيـد و الـمـعـرفـة يـهـذبـان الـبـاطـن . يـا هـذا بـيـن قـالـوا و قـلـنـا مـا يـجـئ شــئ . تـقـول هـذا حـرام و أنـت مـرتـكـبـه ، و هـذا حـلال و أنـت لا تـفـعـلـه و لا تـســتـعـمـلـه ، أنـت هـوس فـي هـوس . عـن الـنـبـيّ صـلـى الله عـلـيـه و ســلـم أنـه قـال : ( ويـل لـلـجـاهـل مـرة و لـلـعـالـم ســبـع مـرات ) ويـل واحـد لـلـجـاهـل ، كـيـف لـم يـعـلـم . و ويـل لـهـذا الـعـالـم ســبـع مـرات ، لأنـه عـلـم و مـا عـمـل . ارتـفـعـت عـنـه بـركـة الـعـلـم ، و بـقـيـت عـلـيـه حـجـتـه . تـعـلـّـم ثـم اعـمـل ثـم انـفـرد فـي خـلـوتـك عـن الـخـلـق ، و اشــتـغـل بـمـحـبـة الـحـق عـزَّ و جـلَّ . فـإذا صـحّ لـك الإنـفـراد و الـمـحـبـة ، قـربـك لـيـه و أدنـاك مـنـه و أفـنـاك فـيـه . ثـم إن شــاء يـشــهـرك ، و يـظـهـرك لـلـخـلـق ، و يـردّك إلـى اســتـيـفـاء الأقـســام . أمـر ريـح ســابـقـتـه و عـلـمـه فـيـك ، فـهـبّـت عـلـى حـيـطـان خـلـوتـك فـأرمـت بـهـا ، و أظـهـر أمـرك لـلـخـلـق ، فـتـكـون بـيـنـهـمـا بـه ، لا بـك . تـســتـوفـي أقـســامـك مـع عـدم شــؤم الـنـفـس و الـطـبـع و الـهـوى . يـردّك إلـى أقـســامـك لـئـلا يـبـطـل قـانـون عـلـمـه فـيـك . تـســتـوفـي الأقـســام و قـلـبـك مـع الـحـق عـزَّ و جـلَّ .

اســمـعـوا و اعـمـلـوا يـا جـهـالاً بـالـحـق عـزَّ و جـلَّ و أولـيـائـه ، يـا طـاعـنـيـن فـي الـحـق عـزَّ و جـلَّ و فـي أولـيـائـه ، الـحـق هـو الـحـق عـزَّ و جـلَّ ، و الـبـاطـل أنـتـم يـا خـلـق . الـحـق هـو فـي الـقـلـوب و الأســرار و الـمـعـانـي ، و الـبـاطـل فـي الـنـفـوس و الأهـويـة و الـطـبـاع و الـعـادات و الـدنـيـا و مـا ســوى الـحـق عـزَّ و جـلَّ . هـذا الـقـلـب لا يـفـلـح حـتـى يـتـصـل بـقـرب الـحـق عـزَّ و جـلَّ ، الـقـديـم الأزلـيّ ، الـدائـم الأبـدي . لا تـزاحـم يـا مـنـافـق فـمـا عـنـدك خـيـر مـن هـذا . أنـت عـبـد خـبـزك و أدمـك و حـلاوتـك و ثـيـابـك و فـرســك و ســلـطـانـك . الـقـلـب الـصـادق يـســافـر عـن الـخـلـق إلـى الـخـالـق ، يـرى فـي الـطـريـق الأشــيـاء يـســلـّـم عـلـيـهـا ، و يـجـوز .

الـعـلـمـاء الـعـمّـال يـعـلـمـهـم نـوّاب الـســلـف ، هـم ورثـة الأنـبـيـاء و بـقـيـة الـخـلـف . هـم مـقـدّمـون بـيـن أيـديـهـم يـأمـرونـهـم بـالـعـمـران فـي مـديـنـة الـشــرع ، و يـنـهـونـهـم عـن خـرابـهـا . يـجـتـمـعـون يـوم الـقـيـامـة هـم و الأنـبـيـاء عـلـيـهـم الـســلام ، فـيـســتـوفـون لـهـم الأجـرة مـن ربّـهـم عـزَّ و جـلَّ . و قـد مـثـّـل الله عـزَّ و جـلَّ الـعـالـم الـذي لا يـعـمـل بـعـلـمـه ، بـالـحـمـار فـقـال : ( كـّـمَـثـَـلِ الـحِـمَـارِ يَـحْـمِـلُ أسْــفـَـاراً ) الأســفـار هـي كـتـب الـعـلـم ، هـل يـنـتـفـ‘ الـحـمـار بـكـتـب الـعـلـم ! مـا يـقـع بـيـده مـنـهـا ســوى الـتـعـب و الـنـصـب . مَـن ازداد عـلـمـه يـنـبـغـي أن يـزداد خـوفـه مـن ربّـه عـزَّ و جـلَّ و طـواعـيـتـه لـه . يـا مـدّعـي الـعـلـم ، أيـن بـكـاؤك مـن خـوف الله عـزَّ و جـلَّ ، أيـن حـذرك و خـوفـك ، أيـن اعـتـرافـك بـذنـوبـك ، أيـن مـواصـلـتـك لـلـضـيـاء بـالـظـلام فـي طـاعـة الله عـزَّ و جـلَّ ، أيـن تـأذيـبـك لـنـفـســك و مـجـاهـدتـهـا فتي جـانـب الـحـق ، و عـداوتـهـا فـيـه ! أنـت هـمّـتـك الـقـمـيـص و الـعـمـامـة و الأكـل و الـنـكـاح و الـدّور و الـدكـاكـيـن و الـقـعـود مـع الـخـلـق و الأنـس بـهـم . نـحِّ هـمـتـك عـن هـذه الأشــيـاء كـلـهـا ، فـإن كـان لـك فـيـهـا قـســم ، فـإنـه يـجـيـئـك فـي وقـتـه و قـلـبـك مـســتـريـح مـن تـعـب الانـتـظـار و ثـقـل الـحـرص ، قـائـم مـع الـحـق عـزَّ و جـلَّ ، فـمـالـك و هـذا الـتـعـب فـي شــئ مـفـروغ مـنـه.


يـا غـلام ، خـلـوتـك فـاســدة مـا صـحّـت ، نـجـســة مـا طـهـرت . أيـش أعـمـل بـك ! قـلـبـك مـا صـح فـيـه الـتـوحـيـد و الإخـلاص . يـا نـيـامـاً لا يـنـام عـنـهـم ، يـا مـعـرضـيـن لا يـعـرض عـنـهـم ، يـا نـاســيـن لا يـنـســون ، يـا تـاركـيـن لا يـتـركـون ، يـا جـهـالاً بـالله عـزَّ و جـلَّ و رســولـه صـلى الله تـعـالـى عـلـيـه و ســلـم و مـن تـقـدم و مـن تـأخـر ، أنـتـم كـخـشــب مـمـدود نـَـخِـرٍ لا يـصـلـح لـشــئ . ربّـنـا آتـنـا فـي الـدنـيـا حـســنـة و فـي الآخـرة حـســنـة و قـنـا عـذاب الـنـار.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 13
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 23
» كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 8
» كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 22
» كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 7
» كتاب الفتح الربانى للشيخ الجيلانى المجلس 21

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى القادرى :: القسم الثافى والادبى :: المنتدى الادبى :: الكتب-
انتقل الى: